انتهت المؤتمرات السنوية للأندية واتحادات الألعاب والتي كانت تقليدية كالعادة شكلاً ومضموناً، تقارير تتلى عن عام مضى وخطة عمل أو روزنامة نشاط، ومداخلات تطرح على الأغلب مشاكل وهموم نسمعها منذ سنوات طويلة ولا تزال تتكرر، فماذا يعني ذلك؟ باختصار البقاء ضمن القالب ذاته في هذه المؤتمرات التي من المفروض أن تكون مراجعة حقيقية ووقفة مع الأخطاء والخلل لمعالجته، يعني ذلك أحد أمرين وربما الأمرين معاً؛ فإما عدم القدرة على التطوير ولو نظرياً أو عدم الرغبة بذلك، وفي كلتا الحالتين المشكلة كبيرة وخطيرة!
تحدثنا من قبل عن حالة ترهل وخمول تعيشها رياضتنا، ولا نستثني هنا إلا الفروسية التي حافظت على نشاطها المحلي والخارجي، وكانت منافسة في أكثر من مناسبة ونجحت بتحقيق إنجازات مختلفة. هذا إضافة إلى إنجازات طفرات وأتحدث عن الإنجازات الحقيقية في البطولات العالمية والقارية، وغير ذلك لايمكن اعتباره نجاحاً ما يعني التراجع والضعف.
ما سبق يجب أن يدفع القيادة الرياضية إلى التحرك الجاد والفعال، والبحث مع الرياضيين الحقيقيين من خبراء وفنيين في سبل إنعاش رياضتنا وإعادة الحيوية والنشاط لها، ولعل البداية بمصارحة لا تخلو من الشجاعة في الحديث عن تقصير وإهمال بالحد الأدنى من الإعتراف بالمسؤولية تجاه هذا الحال الذي وصلت إليه رياضتنا، ففقد جمهورها ونحن معه حماسة المتابعة بشغف واهتمام. ولعل المصارحة التي ندعو إليها تكون من خلال مؤتمر صحفي واسع للقيادة الرياضية ومعها رؤساء اتحادات الألعاب، أو مؤتمرات صحفية خاصة بكل لعبة، ومؤتمرات صحفية لإدارات الأندية، والهدف من كل ذلك الاستماع إلى الإعلام وتقبل النقد والرد بما هو مقنع وليس التبرير الذي ينذر بمزيد من التراجع.
الكرة الآن في ملعب الإدارة الرياضية وهي مقبلة بطبيعة الحال نحو مؤتمرها السنوي الذي تختتم به المؤتمرات المعتادة، وعسى أن نسمع بما فيه الخير ويبعث على التفاؤل.