كثرت بالآونة الأخيرة إطلاق عبارات من قبل عدد من الصناعيين تطالب الحكومة بفتح المجال واسعاً دون قيود لا بل بدعم وتذليل للعقبات لعمل الصناعيين وتوفير كل مستلزمات العملية الإنتاجية وصولاً لمرحلة التصدير بما يترجم فعلياً مقولتهم “دعه يعمل دعه يمر ويصدر “.
من المهم والضروري جداً تحضير بيئة مناسبة وميسرة للعمل والإنتاج وكل ما من شأنه دعم السوق والمستهلك والاقتصاد بالمواد والمنتجات التي تواجه قلة عرض غير مسبوقة وارتفاعاً كبيراً جداً في الأسعار ما نشط الاحتكار لدى المنتجين والموردين وساهم في تخمة المستودعات الخاصة بهم بالمواد بانتظار الوقت المناسب لطرحها بأسعار مضاعفة لذلك وجدت مطالب العديد من الصناعيين أصداء لدى الكثيرين وروج لها بعض الإعلاميين معتبرين أن فتح الطريق وتعبيده للعمل وضمان ديمومة عجلات الإنتاج في المنشآت الصناعية بضخ المواد والسلع أمر أكثر من ضروري ولا وجود لأي مبرر من الجهات المعنية للتقصير في توجيه وتصدير القرارات والإجراءات نحو وجهتها الصحيحة في ظل ظروف صعبة جداً يواجهها الاقتصاد الوطني والمواطن.
غير أن أصوات أخرى معاكسة ترى أن الصناعيين والتجار حظوا بمزايا وعطاءات كثيرة وكانوا الأكثر استفادة واستغلالاً للظرف الاقتصادي الصعب وظهرت سلوكيات لتجار وصناعيين ومستوردين أبعد ما تكون عن أخلاقيات العمل التجاري، ويستشهد هؤلاء بواقع المنتجات السورية على اختلاف أنواعها المطروحة حالياً في السوق لجهة تدني الجودة بشكل كبير مع تقاضي أسعار كبيرة وأيضاً بالملف الأكثر حضوراً وهو القروض المتعثرة لعشرات التجار والصناعيين ممن حصلوا على قروض بملايين الليرات السورية في بداية الأزمة، وشمع عدد منهم الخيط بعد تحقيق مكاسب كبيرة وحتى في رحلة الجهات المالية والمصرفية لاسترجاع أموالها التي منحتها إداراتها وقتها بحد أدنى من الضمانات هذا إن وجدت فعلاً ظهرت مشاكل عديدة رغم المبالغ المحصلة لذلك على الجهات الحكومية أن تحسب خطواتها الآن في عودة منح تلك المزايا كي لا تقع بنفس المطب مجدداً دون نفينا طبعاً لوجود بعض الاستثناءات لقلة لازالت تحظى بدلال ورعاية المسؤولين.
واقع الحال يفيد بأن المرحلة تستدعي العمل بمسؤولية عالية من قبل الصناعيين والتجار الذي يفترض أن يكتفوا بأرباح منطقية لا استغلالية وبالطرف المقابل لا بد للحكومة من تذليل أي عقبة تحول دون عودة الآلات والتجهيزات في المعامل والمنشآت للعمل بأقصى قدراتها وأن تمنح المزايا والتسهيلات لمن يعمل فعلاً لا لمن يدفع عمولة أكثر.