د. مازن سليم خضور:
تتواتر الأخبار الواردة من الجزيرة السورية عن استهداف قواعد المحتل الأميركي هناك وبالأخص في حقول العمر وكونيكو، وهو ما أكده جيش الاحتلال الأميركي عبر القيادة الوسطى في أكثر من مرة بأن قوات ما يسمى “التحالف الدولي” المتمركزة في الجزيرة السورية تعرضت للهجوم عبر الأسلحة المتنوعة.
هذا التطور جاء بعد حالة استياء ورفض شعبي كبير لوجود قوات الاحتلال الأميركي والميليشيات الانفصالية التي يدعمها، هذا الرفض جاء عبر تكرار رفض الأهالي لمرور أرتال قوات الاحتلال في قراهم ومدنهم ودعمهم ووقوفهم إلى جانب حواجز الجيش العربي السوري.
في وقت أكدت فيه وزارة الخارجية والمغتربين عبر حسابها الرسمي عبر تويتر أن طرد قوات الاحتلال الأجنبي من الأراضي السورية ليس أمراً بعيد المنال مع الضربات التي توجهها المقاومة الشعبية لهذه القوات والرفض المستمر لوجودها وأن أبناء شعبنا في الشمال الشرقي يسطرون صفحات مجيدة في نضالهم ضد قوات الاحتلال الأمريكي وأدواته العميلة والمرتزقة.
الاحتلال الأميركي موجود على الأراضي السورية منذ العام ٢٠١٥ وبالأخص في الجزيرة السورية من خلال مجموعة من القواعد اللا شرعية وكان هذا الوجود بذريعة محاربة تنظيم “داعش” هذا ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بقوله “بأن السبب الوحيد لوجود القوات الأمريكية في سورية هو هزيمة تنظيم “داعش” وبحسب ترامب نفسه هذا الهدف قد تحقق!
علماً أن سلفه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ردد في أكثر من مناسبة أنه لا يعتزم إرسال جنود أمريكيين إلى سورية لكنه قام بذلك لكن وجود هذه القوات مخالف للقانون حتى الأميركي وهذا ما أكدته مجلة “فورين أفيرز” في مقال للمسؤول السابق في إدارة باراك أوباما، والمستشار البارز لبرنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، بريان فينوكين، تحدث فيه عن العملية العسكرية الأمريكية في سورية مشيراً إلى أنها بدون تفويض وتقوم على أرضية قانونية ضعيفة.
وجود القوات الأمريكية كان قائماً على دعم ميليشيا “قسد” الانفصالية التي تقوم بسرقة النفط والقمح السوري وتبيعه بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في سرقة واضحة لمقدرات الشعب السوري وهذا ما أكده أيضاً السيناتور الأميركي ريتشارد بلاك حين قال “إن واشنطن أرادت سرقة قمح السوريين لتجويعهم، وسرقة الغاز والنفط السوري بهدف شل نظام النقل في البلاد وتجميد الناس في الشتاء” وهذا ما نوهت إليه وزارة الخارجية والمغتربين في أكثر من مرة حتى أن الاتفاق الذي تحدث عنه السيناتور الأمريكي عن الحزب الجمهوري “ليندسي غراهام” في العام ٢٠٢٠ بأن المسؤول العام لـ “قسد”، وقع اتفاقاً مع شركة نفط أميركية لتحديث حقول النفط في شمال شرق سورية اعتبرته وزارة الخارجية والمغتربين بأنه صفقة “باطلة تهدف سرقة النفط السوري”.
وفيما يلي أبرز قواعد الاحتلال اللا شرعية على الأراضي السورية:
مطار رميلان: هو بالأصل مهبط لطائرات رش المبيدات الزراعية والطائرات المروحية معروف باسم مطار أبو حجر جنوب شرقي بلدة الرميلان شمال شرقي مدينة القامشلي في محافظة الحسكة.
قاعدة عين العرب: تقع هذه القاعدة بالقرب من قرية خراب عشق على نحو 33 كيلومتراً إلى الجنوب من الحدود التركية.
قاعدة المبروكة: غرب مدينة القامشلي في محافظة الحسكة.
مطار روباريا: ويقع هذا المطار قرب مدينة المالكية شمال شرقي الحسكة بالقرب من الحدود مع كل من العراق وتركيا؛ وهو في الأصل مطار صغير مخصص للطائرات الزراعية الصغيرة.
تل بيدر: وتقع هذه القاعدة على مسافة (٣٠) كيلومتراً شمال غربي الحسكة على مقربة من الحدود التركية.
القاعدة الأهم والأشهر “التنف”:
تقع قاعدة التنف، غرب الحدود العراقية بمسافة (٢٢) كيلومتراً، وتبعد نحو (٢٢) كيلومتراً عن الحدود السورية – الأردنية، وعلى بعد (٢٤) كم من الغرب من معبر التنف “الوليد” عند المثلث الحدودي، في محافظة حمص وتقيم القوات الأمريكية حزاماً عسكرياً حول التنف يصل إلى (٥٥) كم.
هذه بعض القواعد التي تواجدت فيها قوات الاحتلال علماً أن البعض منها أخلتها لكنها لعبت دوراً في هذه الحرب ومن هذه الأدوار:
١- تدمير مدينة الرقة وهذا بلسانهم حيث كشف تقرير طلبت وزارة الدفاع الأمريكية إعداده أنه كان بإمكان الجيش الأمريكي بذل المزيد من الجهود للحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين خلال معركة الرقة وأوضح التقرير أن الضربات “المُستهدَفة” والقصف المدفعي لقوات التحالف على الرقة تسببا في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وتابع التقرير بأن معركة الرقة تسببت أيضاً في تدمير عدد كبير من المباني والبنية التحتية حيث تم تدمير أو إلحاق أضرار بأحد عشر ألف مبنى بما في ذلك (٨) مستشفيات و(٢٩) مسجداً وأكثر من (٤٠) مدرسة وخمس جامعات بالإضافة إلى نظام الري في المدينة.
2- الاتفاق مع تنظيم داعش الذي أدعت الولايات المتحدة محاربته وبلسانهم أيضاً وفي تقرير مثير أرسله كوينتين سومرفيلد وريام دالاتي إلى محطة “بي بي سي” أنه سُمح لما يصل إلى (٤٠٠٠) متشدد من “داعش” وعائلاتهم بركوب شاحنات نقلتهم إلى خارج مدينة الرقة إلى منطقة “داعش” في دير الزور، واستطاع إرهابيوها أخذ أسلحتهم معهم، وإنما طلب منهم الامتناع عن رفع أعلام تنظيمهم على قوافلهم بهدف عدم إثارة الشكوك حتى أن الناطق العسكري الأميركي للحملة العسكرية المعادية لـ”داعش”، والذي أقر بأن الطائرات الحربية التابعة للائتلاف كانت تراقب القافلة من الأعلى.
٣- سرقة النفط السوري وهذا ما أوضحته وزارة الخارجية والمغتربين بأن آخر الإحصاءات تبرز أن قيمة الخسائر المباشرة لاعتداءات القوات الأمريكية والميليشيات والكيانات الإرهابية التابعة لها على الأراضي السورية قد بلغت “(٢٥,٩)” مليار دولار أمريكي ناجمة عن سرقة النفط والغاز والثروات المعدنية بقيمة تقدر بـ “(١٩,٨) ” مليار دولار وتخريب وسرقة المنشآت بـ “(٣,٢)” مليارات دولار إضافة إلى الأضرار الناجمة عن قصف طيران ما يسمى بـ “التحالف الدولي” اللاشرعي للمنشآت النفطية والغازية بقيمة تقدر بـ “(٢,٩) ” مليار دولار.
من خلال ما سبق نستطيع معرفة حجم الدور الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في سورية وكذب ادعاءاتها بأن هدفها القضاء على تنظيم داعش ورغبة الولايات الأميركية في السيطرة على مصادر الطاقة السورية لاستنزاف سورية اقتصادياً للحصول على المكاسب السياسية بالإضافة إلى ضرب الجيش العربي السوري عبر وكلائها من التنظيمات الإرهابية أو من قبل كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وبالتالي الرئيس الأميركي السابق أوباما الذي أرسل القوات الأميركية إلى سورية بشكل غير شرعي صاحب مقولة “نحن أمة من القوانين” ليكون الرد عليه من قبل مثل ومقولة أميركية أيضاً تقول “تشبه القوانين نسيج العنكبوت، تقع فيه الطيور الصغيرة وتعصف به الطيور الكبيرة”!