لتصبح مساحة الفرح أكبر ..

الملحق الثقافي- سهيلة إسماعيل:
لماذا نكتب ؟ أو بمعنى آخر ؛ ما جدوى الكتابة ؟ إنه سؤال مفتاحي ، تبدوو أهميته وقيمته الدلالية كأهمية الأسئلة الوجودية الكبرى والمحيّرة حتى الآن ، لأن الإجابات عليها تعددت واختلف وربما تشابهت ، وكذلك الإجابات على السؤال عن جدوى الكتابة أو الدوافع للقيام بهذا الفعل السامي . فالكتابة فعل حياة وتفاعل مع الآخر ، إنكار للذات المفردة وصهرها في بوتقة الجماعة ، ومن يمارس الكتابة هو القادر على رؤية الجمال والقيم النبيلة والخيِّرة في أماكن لا يراها فيها سواه…
إن الكتابة تعبير عما يجول ويتداخل في النفس الإنسانية من مشاعر وأحاسيس وهواجس وإرهاصات . إنها نداء لكشف المحجوب مهما كان قصيِّاً ، وتعرية الواقع بهدف تغييره إلى الأفضل ، وهذا الأمر من أولى أبجديات الإبداع منذ القدم، ففي البدء كانت الكلمة ، ومن الكلمة يشيد مرهفو الإحساس القصور الفارهة والعوالم المتخيلة القائمة على الشعور بالآخر والإحساس به ، إحساس شفيف وعميق في الوقت ذاته .
إذاً: لماذا نكتب ؟
لأن الكتابة بجميع أنواعها ومشاربها « شعر ، قصة ، خاطرة ، مقالة ومسرح « هي وجود لكن ليس بمعناه المادي ؛ وإنما بمعناه وقوانينه الروحية السامية ، هي رسالة تحدي للواقع للعبور عبر الزمن إلى ما وراء الوجود وإلى عوالم يحكمها الخيال و وتسود فيها القيم السامية والنبيلة ، عوالم لها قوانينها وأعرافها. فالكتابة ورغم تأثرها بالثورة التقنية ومنافسة الصورة وسهولة الحصول على أي معلومة مطلوبة ، تبقى حاجة إنسانية ماسّة كما الحاجة إلى الغذاء أو الهواء. ويرى البعض فعل الكتابة حتمية لا غنى عنها ، فقد قال الشاعر الراحل نزار قباني رداً على السؤال عن جدوى الكتابة قائلاً: « أكتب بالحتمية ذاتها التي ترتفع فيها السنبلة، ويفيض البحر، ويكتظُّ الثدي بالحليب ، إنني أكتب لتصبح مساحة الفرح في العالم أكبر ، ومساحة الحزن أقلّ، أكتب لأغير طقس العالم وأجعل الشمس أكثر حناناً، والسماء أكثر زرقة.. والبحر أقلُّ ملوحة …». لذلك نجد أن بعض الشعراء أو الكتاب يستهجنون السؤال ؛ لأن الكتابة بالنسبة إليهم حياة قائمة بحد ذاتها ، ورسالة نذروا أنفسهم لإيصالها للمتلقي الموجود على الضفة الأخرى . يغريهم بياض الورقة والقلم يناديهم ليخطوا به أجمل الحروف والكلمات المعبرة عن أفكار تلتقي مع أفكار الآخرين ، وأحلام تشبه أحلام أناس آخرين ، وأماني لها القيمة عينها عند الآخرين . الكتابة موهبة حباها الخالق للبعض دون غيرهم ليبدعوا ويساهموا في ارتقاء العقل والفكر الإنساني لقراء يبحثون عن ذواتهم المتشظية بين السطور علّهم يجدون ضآلتهم . وهنا يتولد سؤال آخر يتمتع بقيمة سؤال موضوعنا «لماذا نكتب « وهو لماذا نقرأ..؟ فالكتابة ونتاج الكتاب والمبدعين بحاجة لمن ينهل منها ليطلب المزيد حتى يرتوي ويروي عطشه الدائم للمعرفة ..

العدد 1128 – 17-1-2023

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية