الثورة – تقرير أسماء الفريح:
بدأت القطاعات الحيوية في فرنسا اليوم إضراباً عاماً واسعاً في الوقت الذي توقفت فيه حركة القطارات وأغلقت المدارس بالتزامن مع تنظيم مظاهرات تدعمها جميع الاتحادات النقابية الكبرى في البلاد احتجاجاً على رفع سن التقاعد الذي دعا إليه الرئيس مانويل ماكرون.
ويواجه مشروع التعديلات على نظام التقاعد وبنده الرئيسي المتمثل في رفع سن التقاعد إلى 64 عاماً بدلاً من 62 حالياً بحلول عام 2030، وزيادة أسرع للحد الأدنى لعدد سنوات الاشتراك المطلوبة للحصول على معاش تقاعدي كامل رفضاً شعبياً واسعاً، وجبهة نقابية موحدة حيث توحدت النقابات العمالية الثمانية ولأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات للمشاركة في يوم احتجاجي كبير بإضرابات ومظاهرات.
وأكدت هذه النقابات التي اجتمع رؤساؤها أول أمس في باريس في بيان مشترك أن هذا اليوم يجب أن “يطلق تعبئة قوية بشأن المعاشات التقاعدية على المدى الطويل، فيما أعرب لوران بيرجيه الأمين العام لاتحاد النقابات العمالية عن أمله في حشد قوي “لكي تتراجع الحكومة” عن خطتها، بينما عبَّر لوران ليسكور وهو من نقابة أخرى عن أمله في “تحركات كل يوم في الشركات والإدارات”في الوقت الذي ندَّد فيه حزب “فرنسا الأبية” اليساري ب”التراجع الخطير عن المكتسبات الاجتماعية”.
وكانت الكونفدرالية العامة للعمل “سي جي تي” في شركة “توتال إنرجي” العملاقة للطاقة والنقابات الكبرى الممثلة لعمال مصافي النفط قد دعت إلى القيام بإضرابات تصاعدية اليوم وفي ال26 من الشهر الجاري، وال6 من شباط احتجاجاً على خطة الحكومة.
من جانبها، أعربت الحكومة الفرنسية عن أملها في ألا يؤدي التحرك إلى إصابة البلاد بالشلل، وألا يستمر طويلاً حيث دعا الوزير المفوض بالنقل كليمان بون إلى تأجيل التنقل والعمل عن بعد وقال: “سيكون يوم خميس صعبا جداً.. اضطرابات كبيرة في وسائل النقل” كما اتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة، ونشرت أكثر من عشرة آلاف شرطي ودركي معظمهم في العاصمة تحسباً للمظاهرات.
وطلبت هيئة الطيران المدني من شركات الطيران إلغاء خُمس الرحلات من مطار باريس-أورلي لهذا اليوم بسبب إضراب المراقبين الجويين، بينما توقعت شركة “أس أن سي أف” الوطنية حدوث “اضطرابات كبيرة”في حركة السكك الحديدية مع تسيير ثلث القطارات السريعة أو حتى خُمسها وقطار إقليمي واحد من عشرة.
وشهدت محطات التزود بالوقود في فرنسا ولا سيما في العاصمة وضواحيها أمس ازدحاماً كبيراً قبل دخول البلاد في إضراب عام.
وتسببت أسابيع من الإضرابات في مصافي النفط والمستودعات في الخريف الماضي في نقص شديد في وقود المركبات وتشكلت طوابير انتظار ضخمة في العديد من محطات الوقود.
السابق