أعمالنا نبتة جذورها في السماء، أمّا أزهارها وثمارها فتعطّر الأرض، ومشاركتنا في بناء مجتمعنا هي أساس الحياة وأساس نجاحنا، وليس العيب في الخطأ أثناء العمل بل الخطأ ألا نعمل وأن نتواكل ونتكاسل، وأن نتعلم من تجاربنا ولا نقلد الآخرين.
يقول “دوستويفسكي” في هذا المجال: “أن تخطئ في طريقك الخاص أفضل من أن تسير بشكل صحيح في طريق شخص آخر”، فعملنا وتجربتنا هما طريقنا للنجاح، لا بل إن سيرتنا تتصدرها أعمالنا، فلا يترك الشخص منا وراءه إلا سيرته الطيبة وعمله المحترم، وعندما يتحدث الآخرون عنا يلخصون سيرة حياتنا بخمس دقائق لا أكثر، وهذا إن كانت السيرة مليئة بالعمل المفيد للمجتمع.
والحياة صندوق فارغ، والمرء يملؤه بما يشاء، وأحد الحكماء عبَّر عن هذه الحالة فقال: “الدنيا خبر فلتكن أخباركم جيدة”، وكم يسر أفراد المجتمع حين يسمعون بأن فلاناً بنى مدرسة أو مستوصفاً أو مشفى، وكم يزدادون فرحاً عندما يقرؤون عن طبيب جراح أجرى عملية جراحية لإنسان فقير، وكم يطمئنون عندما يشاهدون الأغنياء يندفعون إلى الجمعيات الخيرية ليقدموا المساعدات التي تقوم بدورها لتقديم ما يحتاجه الفقراء.
وأجمل ما قيل: السعادة ليست بجمع مال، بل السعادة بالشجاعة التي هي بذل المال، لأن المال يعادل الروح، فبذله شجاعة والعطاء بلا حدود يعزِّز التكافل الاجتماعي الذي يقوي المجتمع ويجعله معافى تسوده المحبة والتواصل الدائم، فالإنسان الذي عرف ماهية الحياة يدرك بأن أثره في الحياة يكون بمقدار ما يقدمه للناس عن رغبة وطواعية ليجبر خواطر الآخرين ويسعدهم.
جمال شيخ بكري