الثورة – علاء الدين محمد:
يشكل أدب الأطفال دعامة أساسية من دعائم ثقافة هذه الشريحة ، ومنهجا رصينا في بنائها ، ويمثل الاهتمام به جزءاً لا يتجزأ من العملية التربوية الثقافية الشاملة للأطفال ، حيث تتعدد الأهداف التي يسعى لتحقيقها وتتنوع ، فهو يقدم المعارف التي تنمي قدرات جمهوره العقلية والتعبيرية ، وتغني أفكارهم وتوسع مداركهم وأخيلتهم ، كما يسعى هذا النوع من الأدب إلى تهذيب وجدان الأطفال ، وغرس القيم التربوية الإيجابية ، وإثارة العواطف الإنسانية السامية في نفوسهم ، وإلى إكسابهم بعض المهارات الاجتماعية ، يضاف إلى ذلك توفير أجواء من المتعة والبهجة والتسلية .
كتاب جديد صدر عن وزارة الثقافة- الهيئة العامة السورية للكتاب تحت عنوان (أدب الأطفال تاريخه ، خصائصه وفنونه ) للكاتب عبد المجيد إبراهيم قاسم .
يتضمن العمل عشرة أبحاث موسعة ، يتناول البحث الأول الطفولة كمرحلة نمائية ، بعنوانين فرعيين هما : الطفولة سماتها ، مراحلها واحتياجاتها ، وكيف تبدلت النظرة إليها تاريخيا ، و يتناول البحث الثاني بشكل مستفيض ثقافة الأطفال ، ماهيتها وسائطها ومشكلاتها ، ثم مفهوم أدب الأطفال وأهدافه .
أما البحث الثالث هو أطول أبحاث الكتاب ،الذي يتعلق بتاريخ أدب الأطفال وأهم مراحله وأشهر كتابه ويتضمن الخوض في جذور هذا الأدب وبداياته بينما البحث الرابع يتناول الأطفال وخصائص الأدب الموجه لهم بعناوينه الفرعية .
ويتناول الخامس شعر الأطفال بموضوعاته وخصائصه ، وقصص الأطفال بأهدافها وعناصرها وأنواعها ، ومسرح الأطفال بنشأته وخصائصه وأنواعه ، والبحث السادس يتناول صحافة الأطفال ويخوض في نشأة هذا النوع من الصحافة ، وأهم خصائصها وفنونها ، ويناقش البحث السابع العلاقة الأزلية بين أدب الأطفال والتراث الشعبي ، فيما البحث الثامن يتضمن تربية الأطفال ومؤسساتها ، الأسرة والتربية الثقافية ، الأسرة والتربية الإبداعية بينما البحث الأخير في الكتاب يشير الى التربية ووسائل الإعلام -التلفاز أنموزجا _وسائل الإعلام وأثرها في شخصية الطفل .
تأتي أهمية هذا الكتاب في تقديم صورة واضحة وشاملة عن أدب الأطفال ، وأبرز ملامحه ورواده ، من خلال تتبع مراحل تطوره التاريخية ،وتسليط الضوء على بواكير النتاجات المنجزة في هذا المجال، إضافة إلى تقديم أفكار وأساليب تربوية حديثة .

السابق