ذاكرة…سؤال افتراضي.. ماذا لو كنت وزيراً للثقافة؟!

الملحق الثقافي:

طرحنا هذا السؤال عام 2007م ومازال مطروحاً، بعض ممن أجاب عنه رحل إلى دنيا الحق، وبعضهم الآخر أمد الله بعمره، المهم ما الذي تغير وكيف، سنعيد طرحه فيما بعد بصيغة جديدة، هل تحقق شيء مما تمناه هؤلاء المبدعون ..؟
هو سؤال افتراضي يقتضي جواباً افتراضياً.. ماذا لو كنت وزيراً للثقافة.. نعم ماذا أنت فاعل وكيف تبحث عن وسائل لتفعيل الدور الثقافي الذي يبدو أنه دخل في حالة سبات نحن صنعناها..
حاولنا في هذه الجولة البانورامية أن نأخذ آراء مجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي والفكري وممن أدوا للثقافة خدمات لا بأس بها..
السؤال الافتراضي منطلقه واقع ثقافي نعيشه لا يسر أحداً على الإطلاق، وفي التفسيرات والتبريرات دائماً نتجه نحو الآخر نلقي اللوم عليه، لا نأخذ بالحسبان ظروف العمل والمعطيات، ولكننا ننظر الى رأس الهرم كما لو أنه كان المسؤول عن كل شيء وهو ينظر إلى ما نقوله وكأنه هجوم شخصي عليه.. ببساطة:نسأل هنا
إخفاق مؤسسة ما دائماً مسؤول عنه مديرها..؟ ماذا عن المراحل التي سبقت.. ماذا عن الخطط.. ماذا عن تعاون الجهات الأخرى معه.. بل بصيغة أكثر صراحة: أين آراؤه وخططه وطموحاته التي على أساسها ربما كان قد صار في مكانه.. أين غاب هذا كله؟.. هل نسعى دائماً لأن نتوج حياتنا وعملنا بمناصب معينة ولا يهم بعد أن نصل.. أسئلة تدور في الأذهان ولا تلقى إجابات! لماذا لا تعملون..؟ ما العوائق.. لماذا تكونون بلابل صداحة قبل تسلم المسؤولية وتصمتون أثناءها، وتعودون إلى التغريد بعد تركها..؟!
على كل حال سؤالنا الافتراضي كان يسعى الى إجابات شافية لكن جزءاً من الإجابة كان مجاملة أولاً يبدأ بمديح وزير الثقافة أي وزير ثقافة، إذا كان موجوداً على رأس عمله، وكأن من يدلي برأيه سوف يحاسب عليه، أو أنه في موضع للانقضاض على هذا المكان.. قلنا منذ البداية: لو كنت.. قد تكون وعلى الأرجح والأغلب لن تكون.. وربما بعض الإجابات المخاتلة جزءاً من ثقافتنا وازدواجية المواقف.
تجارب سابقة
في تاريخنا العربي تسلم أكثر من أديب أو شاعر مسؤولية سياسية ما.. بعضهم أنجز ما أنجز وذهبت سمة الوزارة، وبقي اسم الأديب أوالشعر.. وحتى الآن لا نذهب بعيداً نذكّر بطه حسين عميد الأدب العربي الذي تسلم وزارة المعارف في مصر ولا تزال أياديه البيضاء تذكر فيما قدمه وأعطاه..
وفي التجارب الافتراضية نشير إلى أن مجموعة من الكتاب المصريين منهم العقاد وطه حسين وآخرون تم تخيلهم وزراء في مناصب متعددة وكان الجواب الافتراضي ماذا سيفعلون..
على كل حال مجال عملنا هو الذي اقتضى أن نطرح السؤال: لو كنت وزيراً للثقافة.. فلو كنا في مجال آخر لطرحناه بصيغة توافق ما نتابعه كأن نسأل: لو كنت وزيراً للتربية أو التعليم أوالصحة أو.. ماذا تفعل نأمل أن يستفيد من يريد أن يستفيد من هذه الآراء، ولاسيما أننا نسمع من الكثيرين ممن لديهم آراء وأفكار نسمع شكواهم أن أحداً لا يسأل عنهم ولا يسمع ما يريدون أن يقولوا.. فهل ما في الجعة ذو فائدة؟ بكل تأكيد هي وقفة افتراضية لكن الإجابات تحمل فائدة.
عبد الكريم اليافي .. ما يفعلونه الآن..؟
يجدر في كل موضوع إيضاح الألفاظ والمصطلحات الواردة فيه، فالثقافة أصل معناها الحذق والفطنة ثم اتسع هذا المعنى
فأصبح يدل على مجموع العلوم والمعارف والفنون والآداب وشؤون الحياة التي يطلب الحذق فيها.
أما الوزير فهو المتحدث في أمور الدولة واختلف في اشتقاقه:
قيل هو مشتق من الوزر بفتح الواو والزاي وهو الملجأ وقيل مشتق من الأوزار وهي الأمتعة وقيل مشتق من الوزير بكسر الواو وإسكان الزاي وهو الثقل.
والخلاصة أن الوزارة تشمل على معنى الإعانة لأن الوزير يعين الرئيس على ما هو بصدده من أعباء السياسة والتنظيم والتقدم والازدهار.
لقد اتضح بعد هذه المقدمة المعنى الواسع الذي يدل عليه لفظ وزير الثقافة فهو مكلف لشؤون الدولة في قضايا المعارف والفنون والآداب إلى جانب بقية الوزراء ولكن الثقافة هنا متجهة خاصة إلى رفع مستوى الشعب والجماهير في الميادين المتقدمة الذكر ولا شك أن وزير الثقافة في هذا المجال يتحمل أعباء كثيرة فكما يسعى وزير الاقتصاد لرفع مستوى المعيشة كذلك يسعى وزير الثقافة إلى رفع مستوى ثقافة الشعب وتوسيع المدارك بين رعاياه وتحميل تلك الأمور الفكرية إلى مختلف الأجيال.
حسبنا أن نشير إلى أن وزراء الثقافة الذين توالوا على بلادنا الحبيبة لم يألوا جهداً في تدبير هذه الأمور المشتبكة وهم يملؤون نفوسنا إعجاباً في فيما بذلوه من طاقات وجهود وما سعوا إليه من تحقيق آمال وأمان طيبة.
إنهم في رأيي نجوم متألقة في سماء الفكر وآفاق البلاد فلهم منا كل الاحترام والأمنيات.
د. الدقاق.. أبحث عن الجمهور
من طبيعة الأمور أن الذي قدر له أن يشغل عملاًً جاداً ومنصباً رفيعاً في مجال السلطة التنفيذية أن ينظر بعين الإنصاف إلى جهود سلفه.
وهذا ما ينبغي على كل وزير آت إثر وزير آخر سالف والوزير وهو في صدد حمل الوزر أو الأوزار كما تعني الكلمة في لغة الضاد مطالب بأن يعلي الصرح ويكمل البناء ويسعى إلى الأفضل ويتجلى بالدأب والطموح.
وإذا كان لي أن أفعل شيئاً في وزارة الثقافة، فالمجال أيضاً واسع ورحيب، وهذا المطلب هو التوسع في تشييد المزيد من قاعات المحاضرات في المحافظات وسائر البلدات بحيث يتصدر كل منها مسرحاً رحيباً لأن المسرح مدرسة أخرى بالغة الأثر في تكوين الجيل وتثقيفه أما في مدينة حلب ذات الملايين الأربعة فليس فيها مسرح فني حقيقي يليق بها ومعنى هذا أن الطريق مسدود أمام أية فرقة فنية أو تمثيلية أو أوركسترا سيمفونية لزيارة هذه المدينة الصابرة.
فيما مضى كان الجمهور الطيب يستمتع كل يوم جمعة أو يوم أحد بعزف ألحان موسيقية شائقة من خلال مقصورات الحدائق العامة أو في مجمل ساحاتها يؤديها فريق الشرطة أو الجيش أو الكشافة ولا سيما في المناسبات الوطنية فهل بوسع وزير ما بالتعاون مع الجهات المعنية أن يعيد هذا التقليد الجميل الذي لا يثقل كاهل الخزينة..؟ فلماذا لا نخطو.. إلى الوراء هذه المرة.
د. نذير العظمة: العناية بأصحاب المواهب
لو كنت وزيراً للثقافة لطورت وحدثت الهيكليات الإدارية لمديريات الثقافة والفنون في الوزارة:
المسرح والسينما والأوبرا والموسيقا والفنون البصرية الرسم والنحت والفنون التشكيلية والشعر والفنون الأدبية وبناء قاعدة معلومات ثقافية فنية كومبيوترية.
العناية بأصحاب المواهب والقدرات الفكرية- بمعاهد ودورات كآليات لتنفيذ ذلك والعناية بالمتاحف العامة والخاصة والمهرجانات الثقافية والفنية.
رعاية البعثات الى الدول المتقدمة
وتفعيل هيئة الكتاب والمديريات التابعة لها ونشر الوعي الثقافي ودوره في تحصين الأمة وصيانة هويتها ومصالحها.
تنظيم فعاليات الترجمة من اللغات الأجنبية ووضع المحصول الثقافي والفني في متناول المهتمين من خلال الإذاعة والتلفاز.
أحياء ينابيع الثقافة والفنون في مصادر التراث العربي الإسلامي والمشرقي السوري القديم من سومر إلى ميسلون.
إنشاء صندوق خاص للتبرعات من المتعاطفين مع الفعاليات الثقافية والفنية من أصحاب رؤوس الأموال والشركات والميسورين في الجهات العربية والعالمية المهتمة وتحريضهم على البذل والدعم.
الاستفادة من شبكة العلاقات مع اليونسكو وغيرها من المؤسسات العالمية لخدمة الثقافة السورية العربية وتراثها الأصيل وفنونها القديمة والحديثة.
استحداث الجوائز لأصحاب الإنجازات والمواهب.
مزيد من أوسمة الاستحقاق.
هناك حضارة إنسانية واحدة ونحن جزء أساسي منها ويكفي أننا أعطيناها الأبجدية والأرقام السورية والعديد من المعارف والعلوم كالقانون والجبر في حقبتي الوثنية والتوحيد. وهويتنا كانت دائما منفتحة على الآخر بخصوصية متميزة.
سورية هي قلب العروبة النابض بقيادتها النابهة والفذة.
وإنها مركز القرار القومي وأساسه من صخور طوروس الشامخة إلى رمال الصحراء الذهبية ومن قمم زغروس إلى أمواج المتوسط رغم البروتوكولات الدولية الجائرة التي لا تعبر عن إرادة الأمة فلاسفارات بين كيانات الوطن الواحد ولا تخوم أو حواجز تحتجز روحنا الحضارية وحقوقنا القومية العليا في فضاءات الإنسان والعقل والحرية.
عبد الكريم الناعم.. أكرم المبدعين أحياء وأمواتاً
*أسعى من أجل أن تكون للمراكز الثقافية(أم) واحدة هي وزارة الثقافة، فمنذ أن تشتت هذه المراكز
في تابعيتها بين وزارة الثقافة ووزارة الإدارة المحلية عانى الجميع من الدخول في دوامة تشبه المتاهة، ولا بد من مرجعية واحدة هي وزارة الثقافة للتخلص من الإرباكات المالية والإدارية.
* عدم اعتبار النشاطات الكمية التي تدخل في باب الإحصاء العددي الذي لا يعني في معظمه، أنه يحمل قيمة أدبية، أو ثقافية لدرجة أن مبتدئين ومبتدئات صار يؤتى بهم وبهن من أجل تسجيل النشاط، ويقدم الجميع كشعراء فيصدقون أنفسهم ولا يصدق بهم أحد من الذين يميزون ما يلمع.
* الفقرة السابقة تقتضي أن يكون مدير الثقافة ومديرو المراكز الثقافية من الوسط الأدبي أو من الذين يمكن القول فيهم إنهم من المثقفين أو الذين يهتمون بالشأن الثقافي لأن فاقد الشيء ليس لا يعطيه فقط بل هو قد يدمره.
* أن يكون تعيين مدير الثقافة أو مدير المركز من اختصاص السيد الوزير وأن نتخلص من أسلوب تعيين هذا أو ذاك مديراً للثقافة لأنه كان يشغل موقعاً ما فلما لم يعد في موقعه فإن الجهات المعنية تختار له فيما تختار أن يكون مديراً للثقافة من باب التعويض حتى وإن كانت علاقته بالثقافة كعلاقة امثالي في علوم الذرة.
* أن يجري تقييم أعمال كل مركز، وكل مديرية سنوياً، وأن تختص بذلك لجنة من ذوي الكفاءات والاختصاص يبقى من يبقى ويرحل من يرحل.
* وضع خطة لتكريم الأحياء من الأدباء والفنانين الجديرين بالتكريم.
* إصدار كتاب شعبي يسهل اقتناؤه.
* التدقيق في لجان القراءة التي تقرأ الكتب المقدمة للوزارة وايجاد صيغة للتظلم وأبعاد الذين يتعاملون مع الأعمال المقدمة للوزارة بمزاجية سيئة أو من خلال مواقف شخصية وأن تكون قيمة الكتاب هي التي تفرض نفسها، بعيداً عن أية محمولات أخرى.
* إنشاء مسارح قومية حيث تتوفر العناصر القادرة.
* إنشاء فرق فولكلورية في كل مديرية، وحيث يمكن تشكيل ذلك في المراكز في المدينة والريف.
* ايجاد صيغة تلزم مديري الثقافة والمراكز بدفع مكافأة الأديب الذي يدعى لنشاط ما فور انتهائه من تقديم ما دعي إليه، إذ ما زال ثمة من يدعو الأديب لنشاط ما ويتركه يغادر، وربما طلب منه أن يحضر من المدينة التي جاء منها ولو كانت في أقصى الشمال وهو في الجنوب ليقبض (مستحقاته) بعد تنظيم أمر الصرف.

العدد 1129 – 24-1-2023

آخر الأخبار
دور اللاجئين في إعادة الإعمار.. هل تشكل عودتهم عبئاً أم مساهمة؟ وزير الأوقاف يتابع المشاريع الوقفية والتنمية في حمص تنسيق سوري ودولي لضمان عودة طوعية وتدريجية تقييم احتياجات مركز الرعاية الصحية الأولية في خان أرنبة مرضى يتألمون في "الرازي" بحلب.. وأطباء تخدير غائبون من المسؤول عن صرخة حسن؟ بسبب الصيانة.. فصل الكهرباء عن كامل محافظة القنيطرة تضامن إقليمي.. لبنان يرسل طائرتي إطفاء للمساعدة في حرائق اللاذقية "إكثار البذار" بحلب تنفذ خطّتها الإنتاجية والتسويقية في الطريق نحو فرص العمل.. التدريب والتمكين بوابة الولوج للسوق   ملتقيات التوظيف.. فرص عمل حقيقية أم بيع للأوهام ؟!  أحلام مؤجلة..، وآمال لا تموت في عيون شباب سوريا أطباء "سامز" يباشرون خدماتهم لمرضى الأورام والداخلية "بدرعا الوطني" عودة جزئية لعمل مراكز خدمة المواطن بدرعا جهود مضنية لاحتواء حرائق غابات في جبل التركمان والفرنلق حرائق الساحل.. ترميمها يحتاج لاستراتيجية بيئية اقتصادية اجتماعية خطة طموحة لتحسين خدمات المستشفى الوطني الجامعي.. استشارات وحجز مواعيد وتفاعل مع المرضى والمواطنين بك... أريحا بتستاهل.. مبادرة تطوعية تؤهل أكبر حدائق المدينة أطفال الشوارع.. براءة مهدورة.. انعكاس لأزمة مجتمعية وتجارة يستثمرها البعض  تمديد فترة استلام محصول القمح في ديرالزور استئناف استلام محصول التبغ في حماة