الثورة- ترجمة غادة سلامة:
في وقت ما يسمى بالتقارب في الغرب الجيوسياسي، هناك خلافات أوروبية خلال الأيام القليلة الماضية، وقد تصاعدت التوترات والقلق بشأن إحجام ألمانيا الواضح عن إرسال دباباتها من طراز Leopard 2 إلى أوكرانيا، أو حتى السماح للدول الأوروبية الأخرى التي تمتلك معدات عسكرية ألمانية بفعل الشيء نفسه.
أدى الخلاف حول تسليم هذه المركبات إلى عقد اجتماع لوزراء الدفاع الغربيين في قاعدة أمريكية بألمانيا يوم الجمعة الفائت، بهدف تنسيق المزيد من المساعدة إلى كييف، وهذا الموقف أثار الغضب داخل ألمانيا وبين شركائها الأوروبيين تجاه حكومة المستشار أولاف شولتز.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت ألمانيا ستفرض عقوبات على تسليم هذه الدبابات إلى أوكرانيا، على الرغم من أن وزير الدفاع الجديد بوريس بيستوريوس قال: إنه سيتم اتخاذ قرار قريبًا ينتشر فيه حوالي 2000 عنصر ألماني ضمن جيوش أوروبا، مما يجعلها خياراً جذاباً لإرسالها إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا.
ويقول مسؤولون بولنديون وفنلنديون: إنهم على استعداد لإرسال المزيد أيضاً، لكنهم ينتظرون موافقة برلين، التي يتعين عليها التوقيع على مثل هذه التحويلات.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يوم الأحد الماضي: إن حكومتها لن تقف في طريق نقل بولندا لهذه الدبابات إلى أوكرانيا، التي تطالب أوروبا بتزويدها بأسلحة ثقيلة.
ويشير المحللون إلى أن كييف تتوقع مساعدة كبيرة في الأيام القادمة من المساعدات العسكرية الأمريكية والأوروبية.
وكتبت كلير باركر عن هذه المساعدات العسكرية الأوروبية لأوكرانيا مثل دبابات القتال الرئيسة أثقل وأقوى من مركبات المشاة القتالية، وهي مصممة للاشتباك مع الدبابات الأخرى، إلى جانب المركبات القتالية المدرعة التي تعهدت بها الولايات المتحدة وألمانيا وتهدف بالفعل في المقام الأول إلى نقل ودعم المشاة.
ومع ذلك، لا يزال بعض جيران وحلفاء ألمانيا يشعرون بالضيق تجاه احتمال أن ينتقل موقف ألمانيا لدول أخرى، كما شعروا بالإحباط بسبب بطء برلين في إرسال المزيد من الدبابات الى أوكرانيا، وعزا الكثيرون سبب ذلك إلى خوف ألمانيا من أزمة الغاز الروسي التي أثرت على قطاع الصناعة في ألمانيا وفي أوروبا.
وقال آخرون عن تبدل الموقف الألماني تجاه كييف بأنه مستوحى بعمق من التاريخ. فقد أثرت صدمة الحرب العالمية الثانية والشعور بالذنب الذي أعقبها في ألمانيا لعقود من الزمن على صناع السياسة في برلين، مما أكد على سياسة شبه سلمية ونهج لأوروبا الشرقية يحمل في طياته وعياً من آثام الماضي النازي.
يقول رئيس المجلس الأمريكي في ألمانيا: “الناس في ألمانيا لا يريدون استخدام الأسلحة الألمانية على الخطوط الأمامية في تلك المناطق”.
المصدر: واشنطن بوست