الثورة- تقرير أسماء الفريح:
في إطار مواصلة الغرب تقديم مساعدات عسكرية ضخمة لسلطات كييف على أمل قلب المعادلة,كشفت صحيفة “بوليتيكو” نقلاً عن مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين غربيين بأن الدول الغربية بدأت مناقشة احتمال إرسال مقاتلات إلى أوكرانيا ما يؤكد عزمها تصعيد النزاع مع روسيا.
وذكرت الصحيفة أن المناقشات التي بدأها الجانب الأوكراني حول توريد مقاتلات نفاثة إلى كييف جارية فيما قال دبلوماسي من دولة شمال أوروبا “ستكون الخطوة الطبيعية التالية ” لدعم أوكرانيا” تسليم المقاتلات”.
لكن الصحيفة أشارت في الوقت نفسه إلى أن كثيرين يخشون من اتخاذ قرار بشأن نقل المقاتلات لأوكرانيا ما قد يؤدي إلى تصعيد النزاع وأن المناقشة ستكون أكثر توتراً مما حظيت به مسألة توريد الدبابات لها في وقت سابق، حيث لفت عدد من المسؤولين الأوروبيين إلى أن سلطات بلدانهم تعتبر هذه الفكرة فاشلة وأن مخاطر التصعيد ماتزال عالية.
ووفقا للصحيفة فإن واشنطن أبلغت كييف أن نقل المقاتلات “في الوقت الراهن” غير وارد فيما قال مصدر آخر في الدوائر الدبلوماسية للصحيفة إن نقل المقاتلات اليوم “لا يمكن تصوره على الإطلاق” إلا أن النقاش يمكن أن يبدأ “في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع”.
وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قال في وقت سابق إنه بالإضافة إلى الدبابات تحتاج كييف أيضا إلى الحصول على صواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة من الغرب.
وفي براتيسلافا ,أعلن وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد أن بلاده قد ترسل جميع مقاتلاتها من طراز “ميغ-29” السوفيتية إلى كييف.
وأشار ناد إلى أن الطائرات موجودة الآن في إحدى القواعد في سلوفاكيا وأن وزارة الدفاع مستعدة لمناقشة قضية نقلها مع كييف وذلك وفقا لموقع “بوليت روس”.
وقال البرلماني الأوكراني أوليكسي غونشارينكو في وقت سابق إن براتيسلافا سترسل 11 طائرة من هذا الطراز إلى القوات الأوكرانية بينما ستقوم بولندا وجمهورية التشيك بدوريات في أجوائها.
وفي السياق ذاته, نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أوروبي لم يرغب في الكشف عن هويته قوله بأن دولة أوروبية اقترحت إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا لاعتقادها بأن هذا النوع من الأسلحة يمكن أن يساعد كييف في ساحة المعركة.
وتحظر معاهدة أممية تدعمها معظم الدول الغربية استخدام ونقل القنابل العنقودية التي تنثر عددا كبيرا من القنابل الصغيرة المتفجرة وغالبا ما تشكل تهديدا لفترة طويلة حتى بعد انتهاء الحروب.
وأضاف المسؤول إن حكومته وافقت على الشحنة وكانت تعمل للحصول على إذن من ألمانيا التي شاركت في إنتاج هذه الذخائر لكنه أقر بحاجة برلين لبعض الوقت لاتخاذ القرار معتبرا أن هذه الذخائر أصبحت أكثر تقدما والغرب بحاجة إلى أن يكون “في موقع متقدم” لدعم أوكرانيا.
وبعد ضغوط قوية ,أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أمس موافقته على إرسال دبابات ثقيلة من طراز “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا كما أكد البيت الأبيض في اليوم ذاته العزم على إرسال 31 دبابة “إم_1 أبرامز” إلى كييف كما تعتزم واشنطن أيضا إرسال ثماني مركبات إنقاذ مصفحة من طراز “إم- 88″ لتخديم الدبابات.
وفي موسكو,أكد قسطنطين غافريلوف الذي يرأس الوفد الروسي في محادثات فيينا بشأن الأمن العسكري وضبط التسلح إن الغرب ينتقل إلى مستوى جديد في المواجهة بين روسيا والناتو، من خلال بدء تسليمه دبابات من طراز ليوبارد 2 وأبرامز إلى أوكرانيا.
وأضاف غافريلوف ..”في السابق، كنا هنا على مسار المفاوضات نتحدث عن قضايا الأسلحة النارية الخفيفة أي منع مثل هذه الأسلحة من دخول مناطق النزاع وضبط موضوع أنظمة الدفاع الجوي المحمولة وتمت صياغة المستندات المتعلقة بذلك ولكن الآن يتم عمليا وضعها جانبا بالكامل” وقال :”كل ما في الأمر أن الغرب لا يمتثل لها وينتقل حقا إلى مستوى جديد”.
وأشار إلى أن توريد الغرب دبابات وطائرات إلى نظام كييف لن يغير الوضع في الجبهة ولن يجبر روسيا على التخلي عن أهداف العملية العسكرية الخاصة مشددا على أنه “كلما زاد حجم المساعدات لاوكرانيا اتسعت حدود العملية الخاصة”.