الثورة:ظافر أحمد أحمد
تعتمد الولايات المتحدة على تفجير الملفات في شتى الدول كي يتاح لها التدخل، ويمكن تبويب أحد أساليبها المشهورة وهو تصنيع أدوات لها على شكل أعداء وبحجة أنّ هؤلاء الأعداء يشكلون خطرا على أمنها القومي تستباح مناطق انتشار الأعداء العملاء.
هذا الأسلوب الذي تمّ تطبيقه مع أنموذج تنظيم القاعدة، وفرعه (داعش) الذي أصبح يشتهر أكثر من أصله، تطلب ويتطلب خطابا سياسيا وإعلاميا مخادعا وتشمل الخديعة الشعب الأميركي قبل غيره فيستكين لأيّ تدخل أميركي خارجي بعد تلقينه بأنّ هذا الأمر يخص حماية الأمن القومي الأميركي..
في هذه الآونة التركيز السياسي الإعلامي الأميركي يحدد أخطر التحديات التي يواجهها الأمن القومي للولايات المتحدة بما تسميه (مؤسسة مكافحة الإرهاب الأميركية) الحرب في أوكرانيا، وإثبات الصين لنفسها بشكل متزايد على المستويين الاقتصادي والأمني، والسلوك الإيراني، والسلوك الكوري، وتنامي قدرات عدد من الجهات الفاعلة السيبرانية، والتطرف ضد الغرب في رقعة متسعة من الأراضي التي تمتد من الساحل الأفريقي إلى جنوب شرق آسيا….
وما تعتمده الولايات المتحدة على أنّه من صلب شؤون أمنها القومي ما هو إلاّ خلخلة للأمن القومي لشتى الدول، وبشكل أصبح لا يمكن أن يحدث استقرار عالمي طالما السياسة الخارجية الأميركية تعتمد مثل تلك التحديات المصطنّعة..
ومن خلال التجربة العالمية المريرة مع ما سوّق بأنّه خطر تنظيم القاعدة على الأمن القومي الأميركي تمّ تدمير العراق وأفغانستان والعبث في البيئة المحيطة بهما، وكذلك تمّ استباحة شرق سورية ومحاولة تدمير سورية بحجة خطر داعش على الأمن القومي الأميركي، وتتحضر واشنطن حاليا لإحداث هزّات عالمية كي تخفف من الحضور الصيني والكوري والإيراني..، وذات الأمر في أمور المنافسة بين القوى العالمية على استقطاب الدول الإفريقية..
ويمكن ملاحظة أنّ أيّ دولة أو تكتل عالمي يتطور ويتوسع في حضوره يؤمن بأنّ الكرة الأرضية تتسع للحضور الأميركي وللحضور الروسي والصيني والأوروبي وغيره، بالمقابل تصر الولايات المتحدة على أنّ الكرة الأرضية لا تتسع إلاّ لها بينما باقي الدول عليها أن تكون طوع بنانها..
لذلك من يريد معرفة مصير الاستقرار العالمي هذا العام ومستقبلا عليه أن يربط بين التحديات المصطنعة على الأمن القومي الأميركي وما تحضر له واشنطن ليتوقع أنّ الأسوأ قادم حتى تقتنع الولايات المتحدة الأميركية بأنّ العالم يتسع للجميع.