ليس لأنه الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة أو لأنه مطروح ضمن أحد حقوق المواطنة، بل هناك حاجة ملحة لكي يتغير التدريس. فالعالم يعيش الثورة الرقمية كمفتاح لتحويل التعليم وتحويل كل شيء معه في تحسين الحياة. فقد تم تسخير القدرة على الاتصال الإلكتروني وموارد التعليم والتعلم الرقمية بشكل صحيح أعطى طابعاً ديمقراطياً للتعليم والحياة الاقتصادية والاجتماعية.
فلم تعد الشروط الموجودة حالياً مناسبة لتحقيق تدريس لائق بمتطلبات العصر في كل مراحله، فالهفوات والأخطاء باتت كثيرة ومتراكمة، والفجوة بين الواقع الحالي وما هو مطلوب من التعليم في اتساع كبير. ولأنه يجب ألا نختبئ خلف إصبعنا.. لابد من الاعتراف أن التعليم تأخر لدينا عن الركب لمدة تزيد عن عشر سنوات نتيجة الحرب والحصار الاقتصادي الجائر. وأمام هذا الواقع المتفاوت للتعليم بين المناطق والأرياف والمدن. هناك حاجة ملحة لاسترداد خسائر التعلم، وإعادة تجديد الالتزام باستثمار التعليم باعتباره منفعة عامة، وتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.
طريقة الاستثمار تغيرت وما يحدث من مشكلات تأتي نتيجة استغلال النفوس التي تخلفت عن التعليم التربوي والتعليمي. فهل المفروض أن ننتظر نفس المدة الزمنية للترميم. وهل الثورة الرقمية ستنظر؟ هناك حاجة ماسة بالقدر نفسه إلى التفكير الجماعي في كيفية تطور أنظمة التعليم لمواكبة ودعم تحول المجتمع المحلي بحلول عام 2030 بما يواكب التحول في المجتمعات الأخرى.
يجب علينا إحداث التحويل في التعليم بحيث لا يُحرم أي طفل أو شاب أو كل من أشرف على تخطي مرحلة الشباب من حقهم في الحصول على تعليم جيد، أينما كانوا. فاستبعاد أي شخص غير مقبول. ويجب أن تكون المدارس شاملة وصحية.و ينبغي ألا تستبعد المدارس أي شخص، بل عليها أن تقبل الجميع، وتجعلهم يشعرون بالترحيب والرعاية والتحفيز والدعم. ويجب على التدريس أن يتغير وينظر إلى حاجة المعلمين و شروط العمل والأجور والموارد والاستقلالية والاحترام الذي يستحقونه حتى يتمكنوا من إحداث التحول المنشود في التعليم.
الواقع أن جهود تحويل التعليم تصب في تجاوز الواقع بأقصر الطرق، وتشمل التعليم من مرحلة الروضة حتى مخرجات الجامعة وبالعكس ضمن حلقة متكاملة. نحن اليوم مطالبون بأن يكون لدينا خطة عمل نستطيع من خلالها تحويل التعليم وتوظيف القوى البشرية لتحويل حياتنا نحو الأفضل.
كل شيء أصبح على الطاولة، بعد أن خضع لعصف ذهني من قبل كبار التربويين والأساتذة الجامعيين والمعنيين في إطار عمل مشترك، ما بقي هو ترتيب الخطوات والانطلاق بها، علنا نصل إلى أفضل الاستثمارات التي أثبتت جودتها عالمياً.