الثورة – ترجمة هبه علي:
أكَّد البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن لم يكن يسعى إلى متابعة التقدم في إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران في أي وقت قريب، محذِّراً من أن الولايات المتحدة تستعد لمتابعة خيارات بديلة لضمان عدم تمكن الجمهورية الإسلامية من الحصول على سلاح دمار شامل.
وفي حديثه للصحفيين أكَّد منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي جون كيربي أن الدبلوماسية تجاه إحياء مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاقية المعروفة رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) ليست على جدول الأعمال على الإطلاق.
وقال كيربي: لم يتم إحراز أي تقدم بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة، ولا نتطلع إلى إحراز تقدمٍ بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة في أي وقت في المستقبل القريب.
كانت هذه التصريحات أوضح مؤشرٍ رسمي حتى الآن على تحول الإدارة بعيداً عن الجهود التي استمرت عاماً ونصف العام لاستعادة مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاقية، والتي تخلى عنها آنذاك الرئيس دونالد ترامب في عام 2018.
وقد أقرَّ المسؤولون الأمريكيون بأن هذا المسعى لم يعد محور سياستهم تجاه إيران منذ اندلاع الاحتجاجات في الجمهورية الإسلامية في أيلول الماضي على وفاة امرأة في حجز الشرطة.
جاءت تعليقات كيربي بعد شهر من ظهور فيديو لبايدن قال فيه “إن الصفقة ميتة، لكننا لن نعلنها”. وعلى الرغم من تهميش الدبلوماسية قال كيربي يوم الجمعة: إن بايدن لا يزال جاداً تماماً بشأن احتياجات الأمن القومي التي لدينا حتى لا تتمكن إيران من الحصول على قدرة أسلحة نووية، ولطالما نفى المسؤولون الإيرانيون السعي وراء مثل هذه القدرات النووية.
على هذا النحو قال كيربي إن البيت الأبيض يستعد لحالات طارئة أخرى، وأضاف كيربي: “لقد قال الرئيس دائماً، إنه يفضل طريقة دبلوماسية وسلمية لتحقيق نتيجة لعدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً، فإنه لن يبعد الخيارات الأخرى عن الطاولة. علينا التأكد من أن لدينا الموارد والقدرات والاستعداد لتحقيق تلك النتيجة من خلال وسائل أخرى إذا كان هذا هو ما يتعلق بالأمر”.
ومع ذلك أعربت طهران عن رغبتها في إعادة المحادثات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة إلى مسارها الصحيح، حتى مع تصاعد التوترات بين إيران والغرب.
وقالت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة لمجلة نيوزويك: “من وجهة نظر إيران فإن عودة الأطراف إلى خطة العمل الشاملة المشتركة وتنفيذ التزامات الاتفاق سيكونان الخيار الوحيد، حيث تمَّ إنشاء خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2015 من قبل الولايات المتحدة وإيران إلى جانب الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة في عهد الرئيس باراك أوباما الذي شغل فيها بايدن منصب نائب الرئيس” وقد سمحت الصفقة برفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود صارمة على الأنشطة النووية للبلاد.
وانتقد المحافظون الاتفاق في كل من طهران وواشنطن، وأعلن ترامب في نهاية المطاف عن خروج الولايات المتحدة في 2018، أعقبته مجموعة من القيود الاقتصادية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي قلَّصت علاقاتها التجارية.
وطوال فترة ولايتها، حذَّرت إدارة ترامب مراراً وتكراراً من أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة في التعامل مع إيران، وأن الاحتكاكات بين البلدين اقتربت من نقطة الصراع في مناسبتين على الأقل، مع إسقاط إيران لطائرة تجسس أمريكية دون طيار في عام 2019، وقتل الولايات المتحدة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني في أوائل العام التالي، ومع عدم وجود اتفاق نووي، تنظر الولايات المتحدة إلى خيارات أخرى.
المصدر: نيوزويك