ذات يوم و مع بداية عملي في مهنة الصحافة التقيت أحد المدراء العامين في مؤسسة من مؤسسات قطاعنا العام.. و كان أول لقاء يجمعني به.. و أثناء وجودي في مكتبه و طرح جملة من الأسئلة حول واقع عمل تلك المؤسسة.. طلب قبل الإجابة على الأسئلة أن أقوم بتفقد حمامات الموظفين في طوابق مبنى المؤسسة!!
استغربت حينها ذلك الطلب.. لكني نزولاً عند رغبته قمت بجولة سريعة على حمامات المبنى.. و عدت سريعاً لمكتبه و أنا لا زلت في حالة الاستغراب تلك التي انتابتني.
و بعد ذلك فتح باب حمامه الخاص بمكتبه ” مكتب المدير العام” و طلب أن اقارن بين نظافة المكان ببقية الحمامات الخاصة بالموظفين.. و العمال.
في الحقيقة كان الموقف إيجابياً حيث كانت نظافة تلك المرافق الصحية واحدة.
حينها قال: أنت صحفي جديد كما لاحظت لذلك سوف أنصحك نصيحة.. قبل أن تلتقي أي مدير في أي جهة كانت عامة أم خاصة بادر إلى تفقد تلك المرافق فإن كانت نظيفة حاوره و اهتم لإجاباته لأنها ستكون جدية و صريحة.. و إن كانت متسخة، اذهب لأي مفصل من مفاصل العمل و حاول الحصول على الإجابات التي تريدها منه .. أو من أي مصدر في المؤسسة أو الشركة..
اليوم و من خلال ما نشاهده و ما يردنا من شكاوى عن معاناة الموظفين في أغلب دوائرنا العامة.. و انعدام النظافة.. و انقطاع المياه عنها لأشهر دون أي تحرك من الإدارات.
أتذكر تماماً تلك المواقف ..
نحن في أوضاع صحية ضاغطة من أوبئة و أمراض .. تتطلب الاهتمام بنظافة مرافقنا الصحية في مواقع العمل.
هي دعوة إلى كافة الجهات المعنية في التشدد في موضوع النظافة العامة.. قبل أن نبادر إلى نشر بعض الصور من مرافق الجهات تلك.. و التي تجعل من يراها قد لا يصدق ما يراه.