الثورة- ترجمة رشا غانم:
أعربت وزارة الخارجية الصّينية عن استيائها الشديد واحتجاجها على الولايات المتحدة لإسقاطها المنطاد الصّيني، معتبرةً حادثة إطلاق النار بمثابة استفزاز صارخ، وعبّر خبراء صينيون عن آرائهم في هذا الصّدد، مؤكدين أنّه على الولايات المتحدة دفع ثمن إسقاط المنطاد.
ومن جانبه، زعم البنتاغون أنّ الجيش الأمريكي أسقط منطاد التجسس الصيني المشتبه به بعد أن انحرف قبالة الساحل الشرقي بالقرب من كارولينا.
أمّا وزارة الخارجية الصينية، فقد أكدّت أنّ الكيان الذي شوهد فوق مونتانا كان منطادا مدنيا من الصين يستخدم للبحث، خاصة لأغراض الأرصاد الجوية، ولقد انحرف بعيداً عن مساره المخطط بسبب الرياح الغربية وقدرته المحدودة على التوجيه الذاتي، فالمنطاد المدني الصيني الذي ينحرف عن طريقه ويضل في سماء الولايات المتحدة بسبب القوة القاهرة لا يشكل انتهاكاً للسيادة، هذا وقد تعدّت الولايات المتحدة كثيراً على البحر والمجال الجوي الصيني عن قصد باسم حرية الملاحة والتحليق.
علاوةً على ذلك، أجلّت الولايات المتحدة زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكين إلى بكين.
على ما يبدو، أراد السياسيون الأمريكيون من هذا الحادث إحداث أزمة، ومع ذلك، فإن حيل الولايات المتحدة لتشويه سمعة الصين لن ينتهي بها الأمر إلا بالفشل، فلم تحدد الصين، بدورها، الجدول الزمني النهائي لزيارة بلينكين، على الرغم من أن وزارة الخارجية الصينية ردت في وقت سابق على إعلان الولايات المتحدة عن الزيارة بالترحيب بها لتحسين العلاقات الثنائية.
إضافة إلى ذلك، ففي الفترة التي سبقت الزيارة المتوقعة، لم تفعل واشنطن أي شيء لخلق الأرضية الصحيحة للمحادثات، وبدلاً من ذلك، كثّفت احتواءها للصين، وصعدت الفصل التكنولوجي من خلال الضغط على اليابان وهولندا لتقييد تصدير أدوات تصنيع الرقائق إلى الصين، حتّى أن وزارة الخارجية الأمريكية قالت إن بلينكين، خلال زيارته، سيوجه الصين بشأن ما يجب فعله وما لا يجب فعله.
يجب على الولايات المتحدة أن تدرك أن مثل هذا السلوك المتسلط لن يساعد في تحقيق أي نتائج مثمرة، وبدلاً من ذلك، ستدمر العلاقات الثنائية، لذلك، فإنّ الزيارة، إذا كان هدفها هو إملاء الصين، غير مرّحب بها في المقام الأول، والآن تكثّف الولايات المتحدة أساليبها في التنمر، والتي لا ينبغي التسامح معها على الإطلاق، وينبغي أن تكون الصين مستعدة لاتخاذ تدابير مضادة.
بدوره، كتب خبير الدراسات الدولية المقيم في بكين وانغ شياو شوان عن أنّ الصراع الداخلي الأمريكي يصعد الأزمة، فلقد ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمر الجيش بإسقاط المنطاد، وبالمقابل أعلنت الولايات المتحدة عن تأجيل زيارة بلينكين، فيجب على الولايات المتحدة أن تتحمل اللوم الكامل على تحول الأحداث إذا خرجت الأمور عن نطاق السيطرة، وعلى الرّغم من أنّ وزارة الخارجية الصينية أكدّت مراراً وتكراراً بأنّ المنطاد يستخدم لأغراض الأرصاد الجوية والأبحاث العلمية الأخرى، وقد طار إلى المجال الجوي الأمريكي بسبب القوة القاهرة، وقد وصفته وسائل الإعلام الأمريكية بأنه منطاد تجسس صيني لجذب الانتباه.
لطالما أصبح استخدام المنطاد للتجسس على المخابرات العسكرية للدول المعادية قديماً، فقد اعتادت الولايات المتحدة استخدام المناطيد للتجسس على دول أخرى منذ عقود، وناهيك عن أنّه ليس من الصعب التحكم في مسار طيران المناطيد فحسب، بل يسهل اكتشافها أيضاً بسبب أحجامها الكبيرة.
في المقابل، تتمتع الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض بقدرات أفضل لجمع المعلومات الاستخبارية.
لقد أجبرت السياسة الداخلية بلينكن على تأجيل زيارته إلى الصين، حيث أثارت الشخصيات الجمهورية الرئيسة مشكلة من حادثة المنطاد، قائلة إن إدارة بايدن كانت متساهلة مع الصين، وأصبح التشدد مع الصين إستراتيجية مهمة للسياسيين الأمريكيين لكسب النفوذ السياسي، كما يأمل الجمهوريون في العودة في عام 2024، والسياسيون هناك لا يتركون أي فرصة لإثارة نظرية التهديد الصيني والتأثير على الرأي العام مع تشويه سمعة الصين، ولهذا السبب اضطرت إدارة بايدن إلى التصرف بصرامة تجاه الصين.
يُذكر أنّه خلال الاجتماع بين رئيسي دولتي الصين والولايات المتحدة في بالي في تشرين الثاني الماضي، اقترحت الصين أن يلتزم البلدان بالاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجميع، والحفاظ على العلاقات الثنائية على المسار الصحيح، فلقد تطلبت حادثة المنطاد مفاوضات هادئة بين الفرق الدبلوماسية من الجانبين، لقد كان عليهم أن يتخذوا وجهة نظر موضوعية من أجل معرفة الحقيقة، عندها فقط يمكن إيجاد حل معقول.
المصدر: تشاينا ديلي
