صوت من فرنسا

نحن نتذكر الحياة ونعيشها بعمق وإغراق شديدين، ونتناسى الأوجاع، بما نحمله نحن السوريين من طاقة ليست بعادية، طاقة لا مثيل لها في استيعاب الكوارث والحروب وتحمل تبعاتها، طاقة تمرسنا بها، ونحتفظ بكم هائل منها في عقولنا وسواعدنا التي تحمل السلاح في وجه أعدائنا، وتضمد جراحنا من هول المحن وقسوة الظروف.
ومن النادر نحن السوريين أن يهزنا الخطب، وفي الأزمة التي مرت على الشعب السوري كان الشعب يعيش بعمق في صميم الحياة، لم ننس أو نتناسى الحياة، في وقت من الأوقات، وحين ننظر للحياة، فإننا نستقبلها بسمعنا وبصرنا وكل حواسنا، بالمستقبل القادم نحو الحياة، ولا نلتفت عنها، فالحياة سبيلنا، نبحث عنها يمنة ويسرة، وبمشاعر المواجهة، ومساندة الأصدقاء في كل بقاع العالم.
الزلزال الذي أصاب البلاد، بعد سنوات من الحرب الظالمة عليها والعقوبات الجائرة، أضاف جرحاً آخر عميقاً في قلوب السوريين، لكنه قطعاً لن يكسر إرادة الحياة التي غرست بقوة في كل القلوب، وإصرار الغرب على غيه واستمرار فرض عقوباته في هذه الأوقات العصيبة أكبر دليل على انعدام أي حس للإنسانية في عروقه التي تنبض بالحروب.
لكن أصوات الأصدقاء ودماءهم التي يسري فيها نبض الإنسانية دوما تصطف لجانب سورية، فمن فرنسا طالب عدد من البرلمانيين والشخصيات السياسية والاجتماعية بضرورة رفع الحصار الأمريكي الغربي الجائر المفروض على سورية بشكل عاجل وفوري لمواجهة تداعيات الزلزال الذي ضربها، وراح ضحيته مئات الضحايا والجرحى، فالزلزال من منظورهم الإنساني أضاف كارثة طبيعية مدمرة إلى المأساة الإنسانية للسوريين.
البرلمانيون والشخصيات السياسية والاجتماعية في فرنسا قالت في بيان صحفي: “ندعو الحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبي إلى الرفع العاجل والفوري للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية”.
ودعوا إلى أن تكون جميع المنظمات غير الحكومية والجمعيات المصرح بها أو التي يحتمل أن تعمل مع الصليب الأحمر لمساعدة السكان المتضررين جراء الزلزال في سورية مؤهلة للحصول على الأموال التي تحشدها فرنسا والاتحاد الأوروبي.
الصوت الذي أتى من فرنسا كان واضحاً وقال” منذ اثني عشر عاماً كانت سورية في قبضة حرب لا نهاية لها، كما أن العقوبات أحادية الجانب التي تؤثر بشدة على السكان المدنيين تجعل الوضع اليوم لا يطاق بالنسبة لآلاف السوريين الذين يعيشون في مساكن مؤقتة، وأبسط حرص إنساني يتطلب رفع العقوبات عن المواد الغذائية والطبية الأساسية بشكل فوري وعاجل.
الموقف الذي صدر من البرلمانيين والشخصيات السياسية والاجتماعية في فرنسا، له وقع وقيمة ويجب أن يصل إلى هدفه، وحين تتكرر مواقف مشابهة من عواصم وبلدان تعاقب سورية وشعبها دون أي وجه حق وبشكل ظالم وقسري يكون لها وقع، وتشكل عامل ضغط على الرؤوس الحامية التي لا تتحرك فيها مفردات الإنسانية حتى في زمن الكوارث والمآسي.

منهل إبراهيم

آخر الأخبار
دمشق ترسم معالم حضورها الدولي بثقة وثبات المشاركة السورية بـ"مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض".. خطوة محورية بمعركة الدبلوماسية والاقتصاد زيارة الشرع إلى الرياض.. ترسيخ سوريا الجديدة واستعادة دورها إقليمياً سوريا تطلق عودتها الاقتصادية والسياسية من بوابة مؤتمر"FII 9" بلدية الرفيد تتوعد مخالفي البناء بالإزالة مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار.. فرصة ذهبية سوريا تحتضن عقولها الهندسية في قطر ترميم مبنى بريد منبج لتأمين خدمات متكاملة للأهالي التحول الرقمي محرك الاستثمار للمرحلة القادمة العقارات المسلوبة بين يد القضاء.. ووعود بإنصاف المتضررين الأجهزة الكهربائية في حلب .. بين سباق الأسعار ومعضلة الجودة مشروع الحيدرية في حلب .. انطلاقة جديدة لإعمار الأحياء معلمو إدلب يناشدون الحكومة رفع رواتبهم وتحسين أوضاعهم المعيشية إعادة الإعمار.. استعادة قوة القطاع الزراعي أولوية استراتيجية من "قلعة الأسد" إلى قلعة الدولة.. اللاذقية تكتب فصلها الجديد بالأمن والعدالة مشاركة سوريا في "FII " فرصة لدعم التنمية المستدامة والطاقة سوريا تشارك بالحدث الأهم اقتصادياً واستثمارياً "توربين ريحي" ذكي.. ابتكار سوري جديد "الموارد المائية" في درعا تستعد لفصل الشتاء إدارة ترمب تدفع نحو إلغاء قانون قيصر والمعارضة الإسرائيلية تتصاعد