الملحق الثقافي- رجاء شعبان:
هل مات العالم حقّاً يا حبيبي؟
ولماذا هذه الوفود الطائرة
و المستنفرة..!
لماذا هذه الجثث المتناثرة
تحت الأنقاض؟
هل حقّاً كنتُ أعي موته
وأخاف عليه أن يموت بجدٍّ…
وهو يلد تحت عملية إجهاض
فاستنجدتُ بك
آخر معقل للأمل
تأتي إليّ..
تُنقِذ قلبي و نبضه
وأبقيهِ معك فيما رحتُ أنا و بقيت!
نعم يا حبيبي ناديتك وأتيتني
تنشلني على الأقلّ لأحكي لك روايتك فيه
وأحكي لبقيّة العالم
عن عالمٍ رحل وعاد فيك
ينشر الريحان على قبور الأرواح
ويصلّي بالأنفس الهادئة المطمئنة
في لحظات مزلزلة
جئتَ يا حبيبي للعالم هدية لي وله
تطبطبني..
من آثار الموت وبقايا الدخان
وتعيد ترميم ما تدمّر بقلبي
وتُعيد هندسة المكان..
فما رحلَ بنيانٌ مهترئٌ
لا يقي من موتٍ أو أحزان
عساك يا حبيبي تعلّمني فنون الدفع بالحياة
من تحت الركام
والعزف على الصبر
لنبقى نرى العالم أنشودة
ونصنع إنساناً من عالمٍ جديد
تزهر فيه تلك الجنائن من الرياض
العدد 1132 – 14-2-2023