أحمد حمادة:
أباة الجولان العربي السوري المحتل، أحراره، مناضلوه، يحيون اليوم ذكرى انتفاضتهم ضد المحتل الإسرائيلي الغاصب، وتمر الذكرى ووطنهم في قلب الفاجعة.. في عين الكارثة الزلزالية، لكن نضالهم وإحياء ذكرى إضرابهم وانتفاضتهم لم تمنعهم من مشاطرة أهلهم مصابهم الأليم في اللاذقية وحلب وإدلب وحماة وحمص، وكل ذرة تراب سورية اهتزت، وكانت مشاعرهم مع الضحايا والمنكوبين.
فعلى إيقاع الزلزال وارتداداته الموجعة سارع الجولانيون لبلسمة جراح إخوتهم في التراب والدم والوطن، ونجدتهم، ورفع الصوت عالياً لكسر الحصار الجائر عنهم، ومواساتهم بمصابهم الأليم، الذي كانت نتائجه كارثية على الصعيدين الإنساني والاقتصادي، مؤكدين ثقتهم بأن سوريتهم الغالية ستضمد جراحها، وتعود أفضل مما كانت عليه، بهمة أبنائها الأوفياء لترابهم الغالي.
عطلوا كل الفعاليات والمهرجانات الاحتفالية بسبب الكارثة الكبرى التي حلت بالوطن، والاقتصار على رفع علم وطنهم في ساحات قرى الجولان والتجمع هناك صباح اليوم للتعبير عن الحزن والألم، جراء هذه الكارثة، وللمطالبة برفع الحصار الظالم عن الوطن الغالي، معبرين عن حزنهم وألمهم العميق الذي سببته الكارثة، آملين بالنهوض من تحت الركام كفينيق، كما هي إرادة السوريين في الملمات.
اليوم، وفي الذكرى العطرة لانتفاضتهم، يجدد أهلنا الجولانيون العهد والوفاء على مواصلة الملحمة ورفض المحتل الإسرائيلي ومقاومته، ورفض جنسيته، وصولاً إلى التحرير، وثمة حقائق أمام أعينهم، لا جدال فيها، أولها أن الاحتلال زائل مهما تغطرس وتجبر وأرهب، والحرية لأهلنا مهما حاول التضييق عليهم ومحاصرتهم ومحو هويتهم العربية السورية.
وثانيها أن الغزاة الصهاينة وداعميهم لن تنفعهم كل حوامل الدعم السياسي والعسكري والإعلامي، وأنهم جاهلون بحقائق التاريخ والجغرافية وقرارات الأمم المتحدة، التي تجزم جميعها بأن الجولان المحتل أرض سورية، وتعود تبعيتها وملكيتها بمنطق القانون والتاريخ والجغرافية والسياسة والمواثيق والقرارات الدولية إلى وطنها الأم سورية، وأن مدة احتلالها مهما امتدت لا تغير من الواقع في شيئاً.
اليوم، وفي الذكرى العطرة لانتفاضتهم، يجدد أهلنا الجولانيون التمسك بهويتهم ورفضه الاحتلال الغاشم و(قرار الضم) الباطل، مشددين على مواصلتهم النضال ومقاومة الاحتلال بكل السبل والوسائل حتى تحرير الجولان وعودته إلى الوطن سورية، مؤكدين على أن القيم الوطنية والنضالية لهذه الذكرى متجددة، يتوارثها الأحفاد جيلاً بعد جيل.
اقرأ في الملف السياسي
الأسير المحرر صدقي المقت لـ”الثورة”: انتفاضة الجولان ملحمة شعبية تخوض معركة الهوية حتى لحظة التحرير