لم توقظ صورة تلك الفتاة التي تحمي رأس أخيها وتحتضنه تحت الأنقاض إنسانية الغرب الكاذبة.. كما لم تتحرك ضمائرهم الميتة للطفلة التي ولدت بين ركام الزلزال الذي ضرب سورية..
طبعاً السوريون لم ينتظروا أصحاب الإنسانية المشوهة، ولن تعد تهمهم مسرحياتهم الهزلية.
مشاهد تركت انطباعاً أدهش العالم من خلال تكاتف السوريين ووقفتهم يداً واحدة في مواجهة الكارثة ليثبتوا للعالم أن سورية قادرة بهمة شعبها أن تنهض من تحت الركام، وتُعلّم البشرية أن الحضارة والإنسانية بدأت من هنا..
كم كان موقف ذاك العجوز الذي قدم نفسه لمشفى جبلة قرباناً لأهله في حلب وإدلب وحماة مؤثراً… أنها التضحية بأبهى صورها يقدمها السوري ليثبت مدى الغيرة والحب الذي يكنه أطياف الشعب السوري لوطنهم الأم سورية.
أما الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة التي كسرت الحصار، ولم تعر اهتماماً لحصار الغرب الحاقد أكدت أن ثمة نظاماً دولياً جديداً قادم ليحل مكان ذلك النظام العنصري والإرهابي.
أمهات ثكلت بأولادها.. أب فقد عائلته.. أخ راح يبحث عن إخوته وعائلته وسط الركام.
على المقلب الآخر تداعت سورية شباباً وأطفالاً، واتجهوا إلى المناطق المنكوبة ليقدموا المساعدة.
مشاهد إنسانية يحق لنا كسوريين أن نفتخر بها ونؤسس من خلالها إلى غد سيكون جميلاً.
سوريا ولّادة.. وهي التي طالما عودت العالم أنها قادرة على العودة لتكون قلب العالم وتمارس دورها الإنساني والحضاري.
نعم أنا سوري وأفتخر.
قريباً سنخرج من تحت الركام و نعلن الانتصار متعدد الأبعاد.