الثورة- علاء الدين محمد:
لا نزال نعاني من الهزات الارتدادية.. كيف تهدئ من روعك في محاولة لاستيعاب ما يحصل، ما الدروس والعبر التي تعلمناها من هذه الكارثة؟ كيف يمكن أن تنعكس على حياتنا الإبداعية؟
أسئلة وجهناها لكل من الكاتبتين نسرين بدور ولما كربجها، باعتبار أن الكاتب والمبدع حاضر دائماً بين الناس.. مسؤوليته مضاعفة في التنوير والإيضاح والحفاظ على القيم المجتمعية.
الكاتبة نسرين بدور: ترى أن الكتابة هي المتنفس الوحيد في الحرب والكوارث وتعتقد في ظل هذه الكارثة الإنسانية أنه لا يوجد صفاء ذهني بل هناك عين تراقب وأذن تسمع وقلب يخشع.. أضف إلى ذلك الألم يحرك القلم، فهذه سورية الحبيبة وشعبها الكريم يستحق العيش والخلاص.. الدرس والعبرة هما ما يجب أن نتوقف عندهما.
بعد وقوعِ الزلزال عشعشَ الخوف
وطار الحمام
خصلةُ شعر ضاعتْ بين الركام
وغطاءُ الرأسِ صار راية السلام
أحلامٌ قتلتْ تحت الركام
همدت الهزات واهتز الضمير
سقطَ قيصر وعاشَ الشعب
ساعةٌ توقفت والزمن يسير
الدرسُ الأخير العودة إلى الله
رسالةٌ وصلت ومات كاتبها
روايةٌ كتبت نحن أبطالها
بيوتٌ دمرت نبشوا أنقاضها
الجدرانُ تصدعت كما القلوب
الكلُّ بخير إلا هو
أنقذَ عائلتهُ ومات
أنقذوا كهلاً صار طفلاً
تحت الأنقاضِ أنجبت طفلها
ثم طارت روحه
لعبةُ الأطفال الجديدة الهزة
*صوت المجتمع..
أما الكاتبة لما كربجها تعتقد أن المثقف هو طليعة المجتمع وصوته.. وان كلمته مسؤولية.. وهو كغيره لا يزال يعاني من الهزات الارتدادية.. الإيمان بالله والتسليم لقضائه وقدره يهدئ الروح ويعيد لها الصفاء، لأن الموت حق علينا جميعاً وقد جعل الله لكل ميتة سبباً، فالتسليم المطلق لإرادة الله منحتني نفساً هادئة متعايشة مع الواقع دون نكران لحظات خوف ورعب عشناها أثناء الزلزال.
الحياة زائلة، عبر ثوان كان الموت يحيط بنا من كل جانب ولولا رحمة الله ولطفه ما بقينا أحياء، منحنا الله فرصة جديدة لنعبر عن إنسانيتنا بصورة أرادها لكل إنسان على وجه البسيطة.
بداية يجب الحديث عن أهمية دور الكاتب في بث روح الطمأنينة بين الناس ودفعهم للحياة والتعايش مع الواقع.. أما عن انعكاس كارثة الزلزال على حياتنا الإبداعية فمن المؤكد أن ذلك بات حاضراً عبر مختلف الأجناس الأدبية، فالقصص والمآسي التي هزت الروح كثيرة، والكلمة خير معبر وخير دواء وطبيب.