أثبتت يوميات الزلزال القاهر للحجر والبشر مدى الحاجة إلى وجود هيئة عليا للطوارىء على غرار اللجنة العليا للإغاثة حيث الدوافع باتت أكثر من ضرورية اليوم بعدما دفع المجتمع السوري ثمناً باهظاً لما ألم به من تداعيات كارثة طبيعية وقبلها تداعيات حرب عدوانية كارثية يصعب وصفها.
ففي الملمات والنوائب تجترح الحلول وتفرز الأولويات من رحم الحاجة والأكثر إلحاحاً، وهذا ما أظهرته يوميات السوريين وهم يكفكفون دموعهم ويبلسمون جراحهم من خلال التعاطي والتكافل المتعدد الأوجه مع الضحايا والمناطق المنكوبة على مدى أربعة عشرة يوماً.
فالمعدات واللوازم والآليات الخفيفة والثقيلة وكل مايتعلق بعمليات البحث والإنقاذ، تفرضها الحالة الإنسانية إذا ما وقع زلزال أو حريق كما حصل لجبالنا وغاباتنا في أكثر من محافظة قبل سنتين هذه التداعيات المتراكمة اليوم يجب أن تكون في قمة هرم الخطط والاستراتيجيات الوطنية والتي تعمل عليها الدولة والحكومة السورية من دون شك بأقصى جهودها وعلى جميع المستويات، أن يتحسب المرء لأي طارىء في المستقبل أكان على صعيد الأفراد أوالمؤسسات كل حسب وعيه وإدراكه وتقديره للحاجات رغم الظروف الصعبة التي نمر بها والحصار الجائر والعقوبات التي تعبر عن وحشية مرتكبيها.
فلكل دولة خصوصيتها في التعاطي مع واقعها في حالات السلم والحرب والطوارىء بالاعتماد على طاقات أبنائها ومقدرات أرضها وفق نظرية الحاجة أم الاختراع.
فلو كانت سورية بعافيتها الاقتصادية والصحية ولم يتآمر عليها محور العدوان والإرهاب لتخطت الكثير من الصعوبات التي واجهتها وتواجهها اليوم.