الملحق الثقافي- آلاء محمد عز الدين عيد:
حزين هو البحر هذا الصباح يا أمي فضجيج أمواجه لم يغنه عن عينيك الغائبتين عن شطه الكئيب……
وزبده الذي يمور غاضباً لم يصم سمعه صخب الضحايا التي تعالى صوتها بالوجع والأنين…… حزين هو صديقي الوفي كما عهدته طفلة……
فهو عاجز أمام غضب الأرض العطشى لدموع أم ثكلى لن يرجع عويل طفلها الصغير……
عاجز أمام القيامة الصغرى التي أذهلت رجلاً ورضيعاً وشيخاً كبيراً…… حزين هو البحر ياغاليتي………
والكابة حورية خرساء غرقت في دمعه الكبير…..
حزين هو البحر كما الجلنار الذي امتزج عبيره بعبق الضحايا والمشردين…..
حزين أنت يا بحر كما قلبي وأمي ووطني الجريح.
كانت كل يوم تعد حبات المطر الغارقة في التراب لتنتهي ويأتي هو…….
وتدعو للسحب الحبلى أن تخرج مولودها ويستقبل ربيعهم الموعود….. لربما شعرت شقائق النعمان ببرد مرير في شهرها الأول……….
وما احتمل قلبها الصغير صقيع شهرها الثاني فدعت بصوت مرتجف ليرحل الشتاء بصمت وهدوء ويأتي ربيع عنوانه آذار الجميل……
عذرا شقائقي البريئة…… عذرا حبيبتي….
فشهرك الثاني أبى سفره إلى المجهول دونك…..
وزلزل الأرض واحتضنك التراب وكأنك أزهار الربيع المنتظر…..
عذرا أطفال بلدي الذبيح…. عذرا يا شقائق النعمان….. عذرا فزلزلة الأرض لم ترحم أجسادكم الغضة……
وما أصح المقولة :السرد يقاوم…. نسرد لنحيا لنروي آلامنا آمالنا أهدافنا نعبر عما في قلوبنا. في مكان ما حفرت عبارة تقول:كنت هنا ولا أحد سيحكي حكايتي.
واليوم تعروا تماماً حتى أكاذيبهم ملتهم…… الزلزال المدمر الذي أصاب سورية هتك آخر ستر عليهم.
في الفاجعة آلاف الحكايا لمن قضى ولمن تضرر ولمن هب وساعد ومد يد العون…. لن نسكت لن نصمت سوف نروي حكايا الألم والأمل سوف يبقى حبرنا مغمساً بدمنا…. ليس الأمر عابراً سنروي حكاياتهم…. لن نكتب إلا الحكاية قد وصلت مدارها إلا مع فجر إنساني جديد….. خطه الدم السوري الطاهر الذي بذل في الحرب أو أهرق في زلزال الأرض وعرى العالم المنافق…… سنروي سنكتب….. دمنا حبر حكايانا.
العدد 1133 – 21-2-2023