“قلب واحد- قلب أبيض- أسرة واحدة- فزعة الخير- أهل الخير- يداً بيد- سوا” مصطلحات موجودة أصلاً في وطننا الغالي سورية، ولكن تعززت أكثر فأكثر خلال هذه المحنة التي مرت بها البلاد من جراء كارثة الزلزال الذي ضرب عدة مدن، وأدى إلى استشهاد وإصابة وتدمير وهدم وتصدع آلاف الأبنية التي أصبح أهلها من دون مأوى، ولكن كان القلب السوري الأبيض هو الحاضن لهم جميعاً.
لقد أثبت السوريون أنهم جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، فكانت دمشق ودرعا والسويداء وحمص والرقة والحسكة إلى جانب شقيقاتها “حلب وحماة واللاذقية “، لتبرهن بذلك أن أبناء الوطن الواحد قادرون على تجاوز المحن لتولد منها المنح، وعلى تحدي الألم لينبثق منه نور الأمل، وتولد من جديد الحياة المتجددة حباً وعطاء، يبدأ من الفرد ذاته لينطلق إلى الأسرة والمجتمع.
مبادرات عديدة شهدتها محافظة حلب هذا الأسبوع بدأت من تقديم رغيف الخبز، ووصلت إلى منحة مالية لتأمين مسكن مؤقت”بدل إيجار” ريثما تتم معالجة واقع مناطق المخالفات والسكن العشوائي.
هذه المبادرات نأمل ألا تتوقف، بل أن تكون منطلقاً لمبادرات قادمة نبني ونرمم من خلالها الجسد السوري عسى ولعل أن لايبقى في وطننا فقير ومحتاج، وهذه مسؤولية الحكومة أولاً، ومسؤولية الجمعيات والمنظمات والمؤسسات الأهلية تالياً، خاصة ونحن مقبلون بعد أقل من شهر على شهر رمضان المبارك، والذي نأمل أن يكون عنوانه: “الشعب السوري جسد واحد”.