مع انطلاق أعمال المؤتمر الدولي (الإنترنت لبناء الثقة) بمشاركة سورية وفي ظل تداعيات الأحداث الكارثية بفعل الزلازل والهزات الأرضية التي تشهدها سورية ودول الجوار بنسب متفاوتة ينتشر تطبيق في الانترنت يُنبئك بحدوث الزلازل قبل ثوانٍ عشر من دون إدراك ومعرفة لمدى دقّة وصحة هذا التطبيق ومن دون الإشارة إلى أي شركة أو مؤسسة يصدر عنها وتتبناه…
اليونسكو في هذا المؤتمر تدعو الدول المشاركة لمناقشة مسودة مبادئ تنظيم عمل المنصات الرقمية ودعم حرية التعبير وتوفير معلومات دقيقة وموثوقة من دون مناقشة أو الإشارة إلى القوى العالمية التي تهيمن على الشبكات والمحتويات الرقمية، ومن دون ملاحظة أن تلك الدول بمؤسساتها ومالكيها أفراداً ومجموعات تجنّد كل المنصات الإلكترونية في خدمة مشاريعها ومصالحها السياسية والاقتصادية وبطرق غير شرعية، ومن دون حسيب أو رقيب، ضاربين عرض الحائط بكلّ القرارات الأممية التي من المفترض أنها توفّر عدالة إنسانية.
القرارات الأممية وعلى مرّ التاريخ أخذت شكلاً من أشكال ازدواجية المعايير في تطبيق شرائعها على الدول واستباحت سيادتها وحريات شعوبها ولسنا متفائلين في سنّ قوانين وتشريعات دولية وتطبيقاتها لإدارة المحتوى الرقمي لأن أحكامه وشروطه ستكون بمثابة ذرائع إضافية للاستمرار في الهيمنة واحتلال واستعمار الدول.
الثقة في المنصات الرقمية وفي قوانينها وفي ما تنتجه لم يثبت مصداقية إلى اليوم ويبقى افتراضياً غير محصّن معلوماتياً وتقنياً وعدالة على مستوى جميع الدول من دون عقاب أو حظر أو حصار أو حرمان، كما يحصل في الأقمار الاصطناعية وقنواتنا الاعلامية التي تتعرض للحجب مع كل عقوبة مزاجية.
جسور الثقة لا تبنيها دول مهيمنة ومسيطرة ولا خطط وقوانين في عالم افتراضي يشبه تلك الثقة الافتراضية.