الثورة – ترجمة غادة سلامة:
قال زيلينسكي إنه يريد أن تصبح بلاده “إسرائيل كبيرة” ذات وجه خاص، مؤكداً أن هذا الأمر سيكون على الأرجح القضية الرئيسة في أوكرانيا خلال فترة ما بعد الحرب.
زيلينسكي، وهو يهودي، يريد أن يرسم بعض أوجه الشبه بين مستقبل أوكرانيا و”إسرائيل” فهو يريد أن يحظى بهذه المكانة وهذا الامتياز الذي منحته أمريكا والغرب “لإسرائيل”.
وفي الوقت نفسه، يتعهد زيلينسكي بأن يكون الخادم الوفي والحارس الأمين على مصالح الولايات المتحدة والغرب، وتتذرع حكومة كييف بالأمن بشكل متكرر.
تتلخص فكرة زيلينسكي بأن رؤيته لمستقبل بلاده في مرحلة ما بعد الحرب تتضمن وجود قوات مسلحة في جميع المؤسسات ومحلات السوبر ماركت ودور السينما، وأن يكون هناك أشخاص مسلحون تابعون له أينما كان وفي كل مكان في أوكرانيا، وشدد في عدة مناسبات على أهمية الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع “إسرائيل”، التي أشاد بها كنموذج لأوكرانيا.
يقول زيلينسكي: إنه متأكد من أن قضيته الأمنية ستكون رقم واحد في السنوات العشر القادمة، لكن في الوقت نفسه، أصر على أنه على الرغم من التحديات الأمنية، فإن أوكرانيا ستصبح فاعلة مثل “إسرائيل”، و لن تكون أوكرانيا تماماً أوروبية، وسيتعين عليها اتباع طريقة عمل مختلفة تعكس وضعها الجغرافي السياسي.
في الواقع، كان زيلينسكي يستخدم النموذج الإسرائيلي لفترة ما بعد حربه الطويلة الأمد على ما يبدو في ظل الرعاية والحماية الأمريكية الكاملة له، والتي تمثل مصالح الغرب وتقاتل من أجل بقائها.
لكن الفكرة القائلة بأن أوكرانيا ستحاول أن تكون مثل “إسرائيل” قد تبدو بعيدة المنال، على الرغم من أن أوكرانيا تتمتع بالدعم الأمريكي من إدارة بايدن وكونغرسه، الذين يعتقدون أن الأوكرانيين، مثل الإسرائيليين.
وبالفعل، كما في حالة “إسرائيل”، فإن محاولة أوكرانيا لوضع نفسها كحليف طبيعي لواشنطن، في الحفاظ على مصالحها، قد تم قبول هذه الفكرة من قبل قوى السياسة الخارجية الأمريكية، وانضم كل من المحافظين الجدد والجمهوريين وكذلك العديد من “القوميين المحافظين” من اليمين السياسي، ومن قبل الليبراليين الدوليين الذين يسيطرون على تفكير الديمقراطيين، بما في ذلك الشخص الذي يحتل البيت الأبيض حالياً.
لذلك وعلى الرغم من أن زيلينسكي قد يدرك أن السياسة الواقعية قد تفرض قيوداً على دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، إلا أن هناك سيناريو تحاول فيه الولايات المتحدة، كما في حالة “إسرائيل”، أن تصل تدريجياً إلى تحالف من نوع آخر مع كييف يتجاوز مجرد أنه دعم عسكري في هذه الحرب الأمريكية بالوكالة.
المصدر- ناشونال انتريست