“ناشونال انتريست”: هل ستدوم وحدة الناتو في ظل الحرب الأوكرانية؟

الثورة – ترجمة غادة سلامة:
مع دخول حرب أوكرانيا عامها الثاني، تواجه الدول الأعضاء في الناتو وشعوبها خلافات حول المدى الذي يجب عليهم فيه المخاطرة وتقديم التضحيات من أجل حكومة كييف.
وقبل الحرب حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن التحالف عبر الأطلسي كان ميتا دماغيا.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مقابلة عام 2016 مع صحيفة نيويورك تايمز برر عدم قيام واشنطن بحماية دول البلطيق التابعة لحلف شمال الأطلسي، قائلا بأنها لم تكن تدفع فواتيرها التي أزعجت حلفاء أمريكا الأوروبيين لسنوات عديدة، حيث وصف البعض بأنهم شركاء هشين. أما ألمانيا ودول أخرى في الناتو فهم أكثر اهتمامًا بشراء الغاز الروسي من مواجهة روسيا بشأن شرق أوكرانيا.
بالنظر إلى هذا والانقسامات المذكورة أعلاه داخل حلف الناتو، يمكن القول والافتراض أن برلين والعواصم الأوروبية الأخرى ستقاوم دعوات كييف للحصول على دعم عسكري كبير جديد. فبعد مرور عام على الحرب الاوكرانية، ظلت وحدة الناتو، في الغالب، ضيقة وهشة إلى حد ما.
تقول باولا دوبريانسكي، وهي دبلوماسية أمريكية سابقة وخبيرة في الأمن القومي: إن الناتو متحد بشأن عدد من القضايا، وهناك إجماع أساسي بين أعضاء الناتو على خطورة الحرب في اوكرانيا، ولكن مصالح الولايات المتحدة وأوروبا تتطلب الاستمرار في هذه الحرب، بالرغم من أن هناك انقساما في الناتو حاليا حول استمرارية تقديم الدعم لحكومة كييف.
على مدار العام الماضي، قدمت دول التحالف الغربي إلى كييف دعمًا عسكريًا بقيمة 80 مليار دولار، وجاءت الغالبية العظمى من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
فقد لبى الحلف معظم مطالب كييف في ظل تصميم الناتو على الوصول إلى أعلى مستوى من التماسك في فترة ما بعد الحرب الباردة. ومع ذلك، فإن وحدة الناتو ليست محكمة الإغلاق.
على سبيل المثال، اتهمت الولايات المتحدة المجر بعرقلة وحدة التحالف لأنها أرادت الحفاظ على علاقات ثنائية جيدة مع موسكو. كما طالب متظاهرون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا وجمهورية التشيك ودول الناتو الأخرى- القلقين بشأن الحرب النووية المحتملة والمنهكين من إرهاق الحرب وسط فترة من أزمات الطاقة العالمية والتضخم- بوقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا.
أوضح أناتول ليفين، مدير برنامج أوراسيا في معهد كوينسي، أن احتمال تفكك وحدة الناتو سيعتمد على عوامل عديدة منها حالة الاقتصاد الأوروبي ومخاطر التصعيد إلى حرب نووية، وقد تنتهي السياسة الداخلية للولايات المتحدة في النهاية بتحديد وحدة الناتو.
أندرو ميتشا، عميد كلية الدراسات الدولية والأمنية في مركز جورج سي مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية، قال: إذا تراجعت الولايات المتحدة عن دعم أوكرانيا وهذا مستبعد جدا، فلن تتمكن من الحفاظ على مصالحها في أوروبا بغض النظر عما سيفعله أعضاء الناتو الأوروبيون وغيرهم من مؤيدي أوكرانيا.
ستختبر ألمانيا وإيطاليا أيضًا هشاشة الناتو، حيث أظهرت برلين وروما مستوى معينًا من التردد في تقديم الدعم الكامل لأوكرانيا. أجلت ألمانيا مؤخرًا تزويد أوكرانيا بدبابات Leopard 2 القتالية، مما جعل حلفاء الناتو، وكثير منهم ملزمون بموافقة برلين على إرسال دباباتهم الألمانية الصنع إلى كييف.
من ناحية أخرى، فإن رئيسة الوزراء الايطالية جيورجيا ميلوني، ثابتة في إرسال الأسلحة إلى كييف. لكن أعضاء تحالفها، مثل سيلفيو برلسكوني وماتيو سالفيني، ينتقدون موقف ميلوني يوميًا. هذا بالإضافة إلى أن 40 في المائة من الإيطاليين يعارضون إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وقد يجبرون ميلوني على التراجع عن دعمها.
قد يكون دعم ألمانيا وإيطاليا المتردد في بعض الأحيان مهددا لوحدة الناتو حيال دعم أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة.

المصدر. ناشونال انتريست

آخر الأخبار
جميع الشركات أكملت تجهيز مواقعها.. معرض دمشق سيكون نموذجاً وطنياً مميزاً.. وترتيبات مبهرة بحفل الافت... الرئيس الشرع يستقبل وفداً من الكونغرس الأميركي لبحث ملفات الأمن ورفع العقوبات رسالة معرض دمشق الدولي بدورته الجديدة.. الانفتاح والشراكة مع العالم دمشق ترحب وتعتبر رفع العقوبات الأميركية تحولاً نوعياً يمهّد لمسار تعاون جديد تعزيز التعاون في مجال الطوارئ والكوارث بين سوريا والعراق معرض دمشق الدولي.. بوابات اقتصادية وآمال مشروعة لانفتاح أكبر "الرقابة المالية":  فساد "ممنهج" بتريليونات الليرات استهدف معيشة السوريين مباشرة جمعية "موصياد" التركية: فتح آفاق للتعاون مع سوريا وإطلاق منتدى اقتصادي دولي معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار نقطة تحول كبرى.. سوريا خارج قوائم العقوبات المالية والتجارية لمكتب "OFAC" الأميركي المبادرات الشعبية بريف إدلب... تركيب أغطية الصرف الصحي في معصران نموذجاً العمارة المستدامة في قلب مشاريع الإعمار.. الهندسة السورية تتجه نحو الأخضر