التصريحات الأميركية بشأن تقديم مساعدات للشعب السوري تثير الاستهجان، وتعبر عن النفاق السياسي للإدارة الأميركية ومحاولة استعمارية للتغطية على العدوان الذي تشنه على سورية منذ عام ٢٠١١ وحتى الآن، حيث قدمت كل الدعم المادي والعسكري واللوجستي للتنظيمات الإرهابية وشجعتها على ارتكاب الجرائم والمجازر بحق المواطنين الآمنين وتدمير البنية التحتية الخدمية لمؤسسات الدولة، الأمر الذي أضعف الإمكانيات السورية لمواجهة الكارثة الإنسانية الناتجه عن الزلزال المدمر مايعني أن الولايات المتحده الأميركية ساهمت بقتل السوريين بأساليب عدوانية متعددة.
الولايات المتحده الأميركية تحاول تضليل العالم بأنها ستقدم مساعدات للمتضررين من الزلزال في سورية وهي في ذات الوقت تسرق النفط السوري والمحاصيل الإستراتيجية وتحرم الشعب السوري من عائدات نفطه ومحاصيله الإستراتيجية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حجم التضليل والنفاق السياسي الذي تنتهجه الإدارة الأميركية التي تحاول أن تظهر بمظهر إنساني وهي في حقيقة الأمر لايهمها سوى تحقيق مصالحها وأجندتها العدوانية التي تخالف مبادئ حقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية وأفعالها الإجرامية على الأرض شاهد على ذلك.
هذه السياسة العدوانية الأميركية المتوحشة لم تعد تنطلي عل كل من يملك بصراً وبصيرة، فالعقوبات الاقتصادية الجائرة على الشعب السوري طالت متطلبات حياته اليومية ومستلزمات المشافي من أجهزه ودواء، وتصريحات بعض المسؤولين الأميركيين تؤكد أن هناك مخططاً أميركياً لتجويع السوريين من خلال الإمعان في سرقة ونهب الثروات والمحاصيل الإستراتيجية، وهذا يتطلب من أحرار العالم والمنظمات الإنسانية الضغط على الجانب الأميركي لرفع العقوبات الجائره على الشعب السوري وفضح النفاق الأميركي.
الشعب السوري يؤكد أن السياسة الأميركية سياسة عدائية ويطالب برفع العقوبات الجائرة إذا كانت الإدارة الأميركية لديها بعض القيم الإنسانية وفعلاً تريد مساعدة السوريين، وبغير ذلك فإن التضليل عبر التصريحات التي توحي بأن واشنطن تقدم مساعدات للسوريين وتمعن بنفس الوقت بمواصلة سياستها المتوحشة ضد سورية من خلال دعم الإرهاب ونهب الخيرات لم تعد تنطلي على أحد، ولن تحقق الأجندة الأميركية ولن تثني السوريين عن مساعدة الأشقاء والأصدقاء والشركاء من لملمة الجراح واجتثاث الإرهاب والنهوض بإعمار سورية أفضل مما كانت علية، وهي استراتيجية سورية وثقافة الانتماء والدفاع عن السيادة والاستقلال والتي هي متجذرة في وجدان وضمير كل سوري شريف.