الملحق الثقافي- علم عبد اللطيف:
قال..ليس في الخرائب..تنطمر الأحلامُ مع أصحابها الموتى. وتموت معهم.
قلتُ أعشق
قال..الخرائب مأوى مختلسي الحب. ولستَ منهم
قلت..أكتبُ شعراً..
قال..شعرُ الخرائب يشبهها..لن يقرأَه أبناءُ الحياة..
قلت..أزرع أرضَ الخربة حنطةً..
قال..سيكون فيها طعم عظام الأموات المرّ..
قلت..أرمّمها..
قال..الخرائب لا تصلح للترميم..تتوجب إزالتها وإشادة بناء جديد مكانها..
قلت نعم..وافقتَ أخيراً على اقتراح مني..
قال..مهلاً..لن تكون أنتَ الباني..العمر لا يمهلنا لنبني من جديد..هذا للشباب..
اسمع ياصديقي..لكل منا دورةٌ في الحياة..تكرارها أو إعادتها هو استخفاف بالحياة ذاتها..كمَن يتزوج ثانيةَ في خريف عمره..الحياة تعرف كيف تُفشِل هكذا حماقات..
قلت..خذ عصاي هذه وارحل متوكئاً عليها..
قال..لن أتركك تحاول النهوض فلا تستطيع..وتموت هنا.
لا معنى لبقاء أحدنا حياً بعد موت أقرانه..
(ولم أًنْكِر ملامَ القبر لما
حوى بعض اللدات وما حواني
وعاتبتُ الردى لما استجابوا
لداعية الرحيل وما دعاني.)
العدد 1135 – 7-3-2023