الثورة – نيفين أحمد:
الكثير منا نحن الآباء والأمهات نعتقد أنه بمجرد نجاحنا في تلقين أطفالنا قيماً تربوية إيجابية كفيل بتحقيق الإنجاز في المهمة التربوية، لكن نغفل بأن لعالم الطفل مفاتيح لا يدخله إلا من امتلكها ولا يمتلكها إلا من تعرف عليها لأن الطفل كيان إنساني سليم وليس حالة تربوية منحرفة، فما من مولود إلا ويولد على الفطرة.
لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع.. التقت الثورة المرشدة النفسية رويدة بوتامر، والتي أشارت إلى أن القليل من يستطيع توظيف مقولة: «المولود يولد على الفطرة» في تعامله مع الطفل، فالانحراف عن هذا التصور يجعل سلوكنا تجاه أبنائنا منذ البداية محكوم عليه بالفشل الذريع، لذا يتحدد نوع تدخلنا نحن الآباء في كيانه من خلال الإنضاج والتنمية، لاالتقويم والتسوية كذلك تصبح وظيفتنا تجاه طفلنا هي تقديم يد المساعدة للطفل حتى ينضج وينمي قدراته.
وتؤكد حينما نلحظ انحرافاً حقيقياً في سلوك الطفل فعلينا أن نراجع ذواتنا، ونتهم أنفسنا ونلومها ونحاسبها لأننا سنكون نحن المسؤولون عن تحريف تلك الفطرة.
وليكون الطفل مقوماً تربوياً يجب أن يكون ملماً بأساسيات معينة، فالواجب مثلاً عند الطفل عبر اللذة وليس عبر الألم وخوفه من الألم يجعل سلوكه كما يريد الأبوان لكن لفترة معينة ولن يستطيع التعويل باستمرار على تهديده بالألم كما لاننسى الآثار السلبية لما يحدثه الألم في نفسه وشخصيته.
وعن تحقيق استجابة الطفل لأي طلب أو واجب من الأهل، لفتت إلى أنه لن يتحقق إن لم يتم ربط ذلك بمحفز يحقق له متعة منتظرة مثل الوعد بزيارة أو القيام بنشاط محبب له حتى يرتبط فعل الواجب لديه باستشعاره للمتعة.
هنا نحقق الهدف من أن يصبح الطفل متعلقاً بفعل الواجب وهو مرتبط بتعلقه بتحقيق تلك المتعة بالواجب.
الزمن النفسي والاجتماعي
وعن مفهوم الزمن عند الطفل أوضحت المرشدة النفسية أنه يعتبر من المفاهيم المجردة والذي يلزمه وقت كاف لاستيعابها والانضباط إليها والزمن الوحيد الذي يعمل الطفل وفقه هو الزمن الذي يحسه فهو يحسبه بحسب متعته أو ألمه لذا يجب التأكيد على ضرورة استحضار هذا الأمر أثناء إلزام الطفل القيام بواجب ما في وقت ما، وذلك بمساعدته للخروج تدريجيا من زمنه النفسي إلى زمنك الاجتماعي فإذا كان مستغرقاً في اللعب مثلاً، وكان عليه أن ينتهي منه في وقت محدد لينجز واجباً ما يجب تنبيهه إلى ذلك قبل الموعد بعشر دقائق على الأقل، فالزمن عند الطفل نفسي وليس اجتماعي.
سن العناد
وفيما يتعلق بموضوع العناد ذكرت بأن العناد يعتبر عند الطفل نزوعاً نحو اختبار استقلاله، وليس رغبة في المخالفة كما يفهمها الآباء ويظهر عادة بعد مرور سنتين ونصف السنة، وتسمى «سن العناد»، وتالياً كلما أظهر الطفل عناداً قبل هذا السن كلما دل ذلك على سلامته النفسية، فالعناد الطبيعي دليل السلامة النفسية.
وبالنسبة لترغيبه بالعلم والمعرفة نوهت بوسيلة هامة جداً لإشباع رغبة المعرفة لدى الطفل وهي تمكينه من الألعاب التي يحتاجها فمشاغباته تعكس اهتماماته، وتعدّ كل رغبات الطفل مشروعة وتعبيره عن تلك الرغبات يأتي أحيانا بصورة خاطئة، فوراء كل سلوك سلبي هناك دافع إيجابي، لذا يجب أن نكون أكثر تفهّماً لسلوك الطفل ونكتفي بتخفيض مستوى العقاب إلى أدنى مايمكن حيث إننا سنكون بذلك التحكم في ردود أفعالنا وذلك التفهم لسلوك طفلنا مسهمين في الحفاظ على توازنه النفسي فكل رغبات الطفل مشروعة لكن تعبيره عن تلك الرغبات أحيانا خاطئة فكل اضطراب في سلوك الطفل مرده إلى اضطراب في إشباع حاجاته التربوية، وعندما نستطيع استيعابها والاقتناع بها سيوفر علينا ذلك جهداً جهيداً لا طائل منه في تعاملنا مع صغارنا.
وختمت حديثها بالقول: إن معظم الأطفال عادة يخافون من الظلام حيث إن مشاعر فقدان الأمن تكون كبيرة لديه، لذا يجب تغذية حاجة الأمن عنده بأن ننتقي معه ما يشاهده، ونكثر من حركات ضمه والحنوّ عليه لأن ذلك يساعده في التخلص من هذا الشعور.