الثورة- تقرير لجين الكنج:
على وقع الاحتجاجات المتصاعدة في فرنسا رفضاً لتعديل نظام التقاعد، والذي يراهن الرئيس ايمانويل ماكرون على إقراره في المدى القريب، يعبر الشارع الفرنسي أيضا عن رفضه الشديد لسياسة حكومته في تعاطيها مع الأزمة في أوكرانيا، ودعمها لنظام كييف على حساب مصلحة الفرنسيين، إذ برزت دعوات جديدة للتظاهر ضد استمرار الحرب، وللمطالبة بضرورة تركيز الجهود على إحلال السلام، وأيضا احتجاجا على قيادة الاتحاد الأوروبي لفرنسا، بسبب دوره في تأجيج الحرب في أوكرانيا.
السياسي الفرنسي والعضو السابق في البرلمان الأوروبي، فلوريان فيليبو، دعا في هذا السياق مواطني بلاده إلى النزول إلى الشوارع والتعبير عن احتجاجهم وفق ما ذكرته وكالة سبوتنيك، التي أشارت إلى أن السياسي الفرنسي دعا بلاده للتخلي عن قيادة الاتحاد الأوروبي لفرنسا، قائلا: “زيلينسكي يخسر، الناتو أصبح أكثر راديكالية بعد تخريب نورد ستريم، تم استفزاز العولمة لإمكانية الصراع في الربيع. دعونا نروج لفكرة السلام! فلنتوقف عن قيادة أورسولا والاتحاد الأوروبي لفرنسا!”.
وأضاف السياسي الفرنسي أن “مسيرة وطنية من أجل السلام” ستنظم في باريس يوم 18 آذار الجاري، الأمر الذي يشير إلى مدى غضب الشارع الفرنسي من سياسات حكومته وفشلها بمعالجة شكاوى مواطنيها، لاسيما وأن هذه الاحتجاجات تتصاعد وسط وضع اقتصادي صعب على خلفية الارتدادات العكسية للعقوبات الأوروبية بحق روسيا، حيث يؤكد خبراء وجود ركود كبير، مشيرين إلى أن أكثر من 3 ملايين مواطن فرنسي عاطلين عن العمل، كما تواجه المديونية عجزا متفاقما، فضلا عن أن الاقتصاد الفرنسي لم يعد قادراً على منافسة القوى الصاعدة.
يذكر أنه في وقت سابق من يوم السبت الماضي خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع العاصمة الفرنسية باريس احتجاجا على خطط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإصلاح نظام التقاعد في البلاد.
وأشارت وزارة الداخلية الفرنسية، إلى أن نحو 1.2 مليون شخص شاركوا في المظاهرات في جميع أنحاء البلاد في ذلك اليوم.
وبحسب وكالة فرانس, فإنه بسبب الإضراب أُغلقت مدارس وتم إلغاء 80% من رحلات شركة السكك الحديدية الوطنية، فيما تأثر تزود توتال إنرجي وإيسو-إكسون موبيل وبيترونيوس بعد أن منعت شحنات المحروقات من الخروج من “كل المصافي” الفرنسية. وتتوقع النقابات العمالية أن المظاهرات التي تشهدها شوارع باريس ستكون الأضخم “منذ بداية” الاحتجاجات.