أسماء الفريح:
منذ الإعلان عن الاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية تواصلت ردود الأفعال الدولية والعربية التي رحبت ونوهت بأهميته ونتائجه سواء للبلدين أو لدول المنطقة ككل باستثناء الاحتلال الإسرائيلي الذي تبادل مسؤولوه الاتهامات حول مدى خطورته على الكيان الغاصب وكيف لا وهو منذ إنشائه على أرض فلسطين يقوم على العدوان وارتكاب المجازر وإثارة الخلافات والنزاعات بين الدول ليضمن بقاءه.
مسؤولو كيان الاحتلال لم يتوقفوا عن العزف على وتر سياسة التخويف من إيران ومن خطورة برنامجها النووي ومن التهديد بتوجيه ضربة ضدها وحشد تحالف إقليمي ودولي لمحاصرتها وعزلها رغم تأكيدات طهران على سلمية برنامجها وعلى خضوعه لمراقبة وإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعلى عدم وجود الأسلحة النووية في استراتيجية البلاد الدفاعية كما أنها تشدد على الدوام على ضرورة تخلي الكيان الصهيوني عن ترسانته النووية والتدمير الكامل لمخزون أسلحته النووية والانضمام إلى معاهدة حظر انتشار هذه الأسلحة من أجل إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
الأنباء عن التقارب السعودي ـ الإيراني شكل مفاجأة مدوية لمسؤولي كيان الاحتلال الذين عبروا عن الإحباط والقلق منه وأقروا بأنه يمثل “ضربة” لجهود الكيان في إنشاء تحالف إقليمي ضد طهران لا بل إن البعض منهم اعتبر أنه “بصقة” في وجه كيانهم.
رئيس وزراء كيان الاحتلال السابق نفتالي بينيت اعترف بأن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران “تطور خطير لإسرائيل وانتصار سياسي لإيران وضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضدها” فيما أكد رئيس لجنة في الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين بأن الاتفاق “أمر سيئ للغاية لإسرائيل” مشيراً إلى ضرورة ما أسماه “التوحد في وجه التهديد الوجودي لهم”.
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بينت في تقرير لها أن “إسرائيل” تلقت أخبار الاتفاق السعودي الإيراني بنوع من “المفاجأة والقلق ” كما أنها “فاجأت” رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو “على حين غرة أيضاً” مشيرة إلى أن الاتفاق سيقوض آمال الكيان في تكوين تحالف أمني إقليمي ضد إيران.
إيران أكدت من جانبها أن حلم كيان الاحتلال في توحيد المنطقة ضدها لن يتحقق وكتب محسن رضائي نائب رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية على تويتر “التحالف ضد إيران في المنطقة حلم غير قابل للتحقيق وستصبح “إسرائيل” أكثر يأساً في إنجازه يوماً بعد يوم” كما أن مثل هذا التحالف لن يتشكل ومحكوم عليه بالفشل منذ البداية.
من جانبه, المساعد والمستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية اللواء يحيى رحيم صفوي أوضح أن الاتفاق بين إيران والسعودية إشارة على بدء عصر انحدار أميركا والصهاينة ولا سيما أن التقارب بين البلدين بمثابة زلزال في المجال السياسي ونهاية للهيمنة الأميركية في المنطقة.
لا شك أن الاتفاق بين السعودية وإيران مهم جداً لدول المنطقة واستقرارها وأمنها وتقدمها وسينعكس إيجاباً على شعوبها فيما وجه ضربة موجعة للمشروع الأميركي الإسرائيلي الذي لا يريد الخير لها.