أ. د. جورج جبور:
كانت من جامعة حلب أول مطالبة بإحداث يوم للغة العربية. يومها ناشدت عن بعد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم أن يحدث يوماً للغة العربية أسوة بيوم اللغة الفرنسية وحبذا أن يكون موعده “يوم بدء التنزيل الشريف” .
في 2010 قررت المنظمة العربية للتربية والعلم والثقافة “الكسو” أن يكون الموعد أول آذار من كل عام.
في 2012 قررت اليونسكو أن يكون الموعد يوم 18 كانون الأول من كل عام. غضت “الكسو” النظر عن يومها نزولا عند رغبة اليونسكو.
تحيي مدلولات الأيام العالمية ذكرى شخصيات ثقافية كبرى بينما لا يفعل ذلك موعد اللغة العربية. أخذت أنادي بالمتنبي.كانت وفاته في أيلول. احتفلت حلب بالمناسبة عام 2018.
في 2019 و2020 احتفى بيوم المتنبي اتحاد الكتاب العرب في دمشق. لكن في عام 2019 برز اسم آخر مقترح هو المعلم بطرس البستاني اللبناني.
خشيت التبعثر العربي بين المتنبي والبستاني وكل منهما قمة. أشرت إلى إمكان أن يكون يوم إطلاق الفكرة هو اليوم الأمثل.
شرحت هذه الأمور في محاضرة ألقيتها في مجمع اللغة العربية في دمشق وبدعوة منه يوم 26 شباط 2020، وهي منشورة في مجلته تموز وكانون الأول 2021.
في الإعلان الذي وضعته جامعة حلب عن اليوم أسمته :”عيد اللغة العربية”. حسناً فعلت. حددته في 15 آذار ذكرى إطلاق الفكرة. لا ريب أن الاحتفاء بذكرى إطلاق الفكرة أنبل من الاحتفاء بيوم تصويت في الجمعية العامة، على الأقل لأنه ينسجم مع الدلالات الثقافية لأيام اللغات الأخرى ولأنه أيضاً لا يذكر بأن لغتنا “ملحقة” باللغات الرسمية المقرة ولم تكن “أصيلة” أتى بها مؤتمر سان فرنسيسكو. كأن دول سان فرانسيسكو لا تعلم أن لغتنا أعرق من أربع لغات رسمية وأنها هي والصينية الأعرق.
15 آذار هو اليوم الأمثل. الوصول إليه صعب إن لم يتدخل في الأمر القادة العرب موحدين. وإلى أن يفعلوا يبقى يوم 18 كانون الأول مقبولاً على أن يكون ثاني يومين. اليوم الأول هو عيد جامعة حلب، عيد إطلاق الفكرة من جامعة حلب.. بوركتم أيها القائمون على شؤون جامعة حلب. بورك نضالكم من أجل إشهار حق سورية لدى اليونسكو ومنها لدى دول العالم، حق سورية في أن منها انطلقت فكرة يوم اللغة العربية.
دمشق. مساء 13 آذار 2023.
*صاحب فكرة يوم اللغة العربية والرئيس الفخري للرابطة السورية للأمم المتحدة ومستشار سابق في القصر الجمهوري السوري.
السابق
غداً.. المرسوم رقم 3 الخاص بالإعفاءات الضريبية والقرض الميسر لمنكوبي الزلزال على طاولة الثورة
التالي