الفلاح في الساحل بات في وضع حرج بعد ارتفاع مستلزمات الإنتاج الزراعي إلى مراحل متقدمة وقف أمامها عاجزاً عن الاستمرار أو حتى المغامرة بزراعة أرضه.
الفلاح يريد إرسال رسالة إلى أصحاب القرار “الزراعي” عسى أن يصل من خلالها الوجع الذي وصل إلى مرحلة الأنين “البطيء”.
الكل يدرك وخاصة اتحاد الفلاحين والجهات الوصائية الأخرى المعنية بالزراعة أن الفلاح وقف في خندق واحد إلى جانب الجندي العربي السوري من خلال استثمار أرضه وفلاحة كل شبر ليكون الذراع القوي لمواجهة تداعيات الحصار الاقتصادي المفروض من قبل رعاة الإرهاب العالمي ليشكل وسيلة ضغط إضافية لصمود الشعب السوري الذي واجه الإرهاب العسكري والسياسي والإعلامي واستطاع قطع شوط كبير في تجاوز كل هؤلاء ليشكل في صموده علامة فارقة أفشل من خلالها الخطط ومشاريع الإرهاب الخبيثة التي استهدفت سورية.
السماد بالقطارة.. برغم ارتفاع أسعاره إلى مرحلة عدم قدرة الفلاح على شرائه.. وكذلك غلاء ساعات الفلاحة واليد العاملة.. وكذلك الأدوية والمبيدات مع انعدام موثوقيتها في كثير من المطارح.
زراعة التبغ على سبيل المثال وخاصة نوع “شك البنت” انخفضت إلى أكثر من النصف للأسباب المذكورة..وهو الذي كان يمثل في مرحلة ليست ببعيدة منتجاً استراتيجياً يرفد الخزينة بمليارات الليرات السورية.
ناهيك بانخفاض سعره المحدد من قبل الحكومة مقارنة مع السوق السوداء الذي يزيده بأضعاف.
طبعاً هذا الأمر دفع المزارع “مجبراً” إلى التهرب من تسليم إنتاجه إلى مؤسسة التبغ.. وإذا اضطر فإنه يسلم الجزء التالف الأمر الذي انعكس على النوعية المنتجة في مؤسسة التبغ.
لا ندري إذا كانت الجهات المعنية تدرك هذه الحقائق وتقوم بخطوة استباقية للحفاظ على هذا المنتج الاستراتيجي عبر إعادة الدعم للفلاح وتوفير مستلزمات إنتاجه مع مراعاة العدالة بالمقارنة بين التكلفة والسعر.
طبعاً ليس فقط التبغ وحده انخفض إنتاجه.. بل حتى الزراعات المحمية والحمضيات.. كل ذلك بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم قدرة الفلاح على مواكبتها.
الأمر يحتاج إلى خطة وقرار..
مرحلة الخطابات والوعود المكتبية يجب أن نتجاوزها والعمل على خطط إسعافية سريعة لتشجيع الفلاح للعودة.. بعد إجراءات مطمئنة على أرض الواقع.