الثورة – ترجمة غادة سلامة:
بعد عشرين عاماً من دور بايدن في أساطير العراق، قدَّم فريق “محور الشر” الخاص به لمحة كيف تمَّ التخطيط لحرب العراق وغزوه منذ عقد من الزمن، والذي كشف بأنّ كبار المسؤولين في إدارة بوش قاموا بالترويج لهذه الحرب من خلال شهادات وأقوال مزورة، ظهرت على وسائل الإعلام الأميركية الرئيسة، وكيف لم يتوقعوا فشل مشروعهم ودخولهم أتون حرب كلفت الولايات المتحدة خسائر مادية وبشرية هائلة لم يحسب لها حساب.
عقد من العنف مهد الطريق للغزو، ففي أعقاب القصف العنيف للبنية التحتية المدنية العراقية في عام 1991، ركزت السياسة الأمريكية تجاه العراق في التسعينيات على العقوبات العدوانية التي أدت إلى حصار الشعب العراقي اقتصادياً لفترة طويلة، من أجل تنفيذ مآرب وتحقيق أهداف الصقور الأمريكيين في الوصول إلى نفط العراق.
على مدار عقد من الزمن، كان تهديد القوة النارية الأمريكية يلوح في الأفق مع العمليات القتالية المستمرة مثل مناطق حظر الطيران وعملية ثعلب الصحراء.
غرق الرأي العام الأمريكي في رواية مدفوعة بالترفيه من خلال تغطية الحرب التي استمرت أربعاً وعشرين ساعة، وللتخلص من هذه الإثارة، قام بارون الإعلام روبرت مردوخ بتمويل رئيس المحافظين الجدد ريغان / بوش بيل كريستول في إنشاء مجلة The Weekly Standard ذي ويكلي استنادرد في عام 1995، حيث وفرت هذه المجلة صوتاً عالياً للحركة السياسية لغزو العراق.
تحت قيادة كريستول، نشرت The Weekly Standard قصص غلاف ودليل إرشادي في عام 1997، ومقالات في عام 1998 من أجل تسويق فكرة الحرب على العراق، وكل هذا الضغط السياسي المنسَّق بشكل متقن وخبيث أدى إلى تمرير فكرة العدوان الأمريكي على العراق.
تعامل مكتب الخطط الخاصة لوكيل وزارة الدفاع دوغلاس فيث مع كذبة المعلومات الاستخبارية التي تزعم وجود أسلحة دمار شامل في العراق من أجل غزوه ونهب نفطه، ما أكسبه لقب ” مهندس حرب العراق”، التي كلفت الإدارة الأمريكية وصقورها وزير الخارجية كولن باول، بالدعوة إلى غزو العراق ونشر الأكاذيب في الأمم المتحدة.
كتب ماكس بوت من المحافظين الجدد مقالاً في مجلة ذي ويكلي ستنادرد The Weekly Standard، قارن فيها التدخلات الأمريكية في العراق وأفغانستان وانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.
ومع تغطية وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة، امتلأت “الرؤوس بفكرة الحرب الناطقة” لموجات الأثير للدفاع عن غزو العراق، حيث ظهر المحللون المسوقون لهذه الحرب العدوانية على قنوات مثل Fox News و CNN و MSNBC و C-SPAN، حتى إن إم تي في كانت تبحث عن المزيد من مسؤولي إدارة بوش للظهور أكثر من مرة من أجل تجميع أكبر عدد من المصفقين لغزو العراق.
المصدر – ناشونال انتريست