صحيح أن للضحك أنواعاً ومعاني ” الخافتة – الطويلة المتواصلة -الانفجارية – العالية الرنانة – إلا أن القصيرة المبتورة منها هي الضحكة الوحيدة التي يمكن أن تشعر بها “على مضض” وأنت تطالع التصريح الصادر عن لجنة تجار ومصدري سوق الهال بدمشق الخاص والحصري بملف تصدير محصول الثوم.
نعم، هناك من ارتدى ثوب الحداد ووقف على الأطلال للنواح والبكاء نتيجة رفض الحكومة المتكرر طلب تصدير الثوم، زاعمين أنهم يملكون دراية بحقيقة الأمور أكثر من أصحاب القرار الحكومي الذين يتابعون “حسب تقليعاتهم” المجريات على الورق، في الوقت الذي تكون فيه اللجنة على الأرض.
نعم، فمع مجانية إطلاق التصريحات “الكيفية – المصلحية” كيفما كان، وبأي اتجاه كان، وعملاً بمصطلح ” ما حدا أحسن من حدا”، جاءت إطلالة لجنة تجار ومصدري سوق الهال بدمشق التي تمّ إلباسها “على عجل” لبوس الذعر والخوف والحرص والقلق من تلف الكميات الكبيرة من محصول الثوم الفائضة عن حاجة السوق، والتخفيف ما أمكن من تداعيات الهزات الارتدادية للخسائر ” المتوقعة والحتمية والمؤكدة..” التي ستتكبدها الأسرالتي تعتمد منذ بداية الموسم على تخزين كميات تكفيها منه طوال فصل الشتاء، نتيجة اقتراب موعد الموسم الجديد في الشهر القادم، والحيلولة دون امتناع الفلاحين عن زراعة المادة “التي تباع حالياً – على حدّ زعمهم – مادة عافية” وتحولهم إلى محاصيل أخرى خوفاً من عدم تسويقها بشكل كامل.
كلّ هذا لا علاقة له بالإثراء غير المشروع والكسب السريع الذي يلهث البعض لتحقيق في سيناريو طبق الأصل لمحصول البصل..
كلّ هذا وأكثر بكثير كرمى لعيون الثوم ولاشيء آخر في العالم إلا الثوم الذي يجب وبأسرع وقت الموافقة على تصديره بدل تكديسه، والعمل على تكريس النظرية القائلة بأن الثوم يساعد في خفض ضغط الدم لا برفعه وإصابة أصحاب المستودعات المتخمة بأطنان الثوم المخزنة بالجلطات الدماغية والذبحات القلبية، وهم يندبون حظهم ويلطمون خدهم ويقولون :” العز للبصل والثوم شنق حالو”.
بالفعل ..”شر البلية ما يضحك “.