الثورة – تقرير أسماء الفريح:
أكَّد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن شراكة تنسيق إستراتيجية شاملة تربط بين الصين وروسيا، وأنهما تتمسكان بسياسة خارجية مستقلة، وتعتبران علاقاتهما الثنائية أولوية قصوى في دبلوماسيتهما.
وقال الرئيس شي في مقالة نشرت في صحيفة “الجريدة الروسية” وعلى موقع وكالة أنباء “ريا نوفوستي” قبيل زيارة الدولة التي سيقوم بها إلى روسيا اليوم إن الجانبين الصيني والروسي عملا على تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وإقامة نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبيرة، كما أن البلدين يلتزمان بعدم المواجهة وبعدم استهداف أي طرف ثالث في عملية تنمية علاقاتهما إلى جانب التزامهما الراسخ بحماية النظام الدولي الذي تمثل الأمم المتحدة نواته والمرتكز على القانون الدولي والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية القائمة على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وأضاف الرئيس شي أن العالم يمر اليوم بتغيرات عميقة لم يشهد لها مثيلاً منذ قرن، موضحاً أن الاتجاه التاريخي للسلام والتنمية والتعاون المربح للجميع لا يمكن وقفه، كما أن الاتجاهات السائدة المتمثلة في التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية ومزيد من الديمقراطية في العلاقات الدولية هي اتجاهات لا رجعة فيها.
وحول الأزمة الأوكرانية أكَّد الرئيس شي تمسك بلاده على الدوام بموقف موضوعي ومحايد وتشجيعها محادثات السلام. مشيراً إلى أنها شدَّدت أيضاً على ضرورة الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام المخاوف الأمنية المشروعة لجميع البلدان، ودعم جميع الجهود التي تصب في صالح التسوية السلمية للأزمة، وضمان استقرار السلاسل الصناعية وسلاسل الإمداد العالمية، موضحاً أنها أصبحت المبادئ الأساسية التي تتبناها بكين في التعامل مع هذه الأزمة.
بدوره أكَّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقال لصحيفة “الشعب” الصينية بعنوان “روسيا والصين – شراكة تتطلع إلى المستقبل”: أن العلاقات الروسية – الصينية هي حجر الزاوية للاستقرار الإقليمي والعالمي فهي نموذج للتعاون بين القوى الكبرى.
وأضاف أنه “يتم تنفيذ الخطط والبرامج المشتركة طويلة الأجل بنجاح وعلى سبيل المثال فقد أصبح خط أنابيب الغاز الرئيسي الروسي الصيني قوة سيبيريا، ومن دون مبالغة صفقة القرن من حيث حجمها، مشيراً إلى أن الشركات الصينية تشارك بنشاط أيضاً في مشاريع الغاز الطبيعي المسال كما أن التعاون الصناعي والزراعي ينمو بشكل أقوى إلى جانب أنهما يستكشفان الفضاء الخارجي معا ويطوران تقنيات جديدة .
وقال “لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن حجم التجارة مع الصين البالغ 200 مليار دولار سوف يتم تجاوزه، مضيفاً أن “من المهم أن تزداد حصة التسوية بالعملات الوطنية في التجارة المتبادلة، وأن تصبح علاقاتنا أكثر سيادة”.
وتابع الرئيس الروسي أن “الناتو” يحاول منح أنشطته امتداداً عالمياً من خلال التسلل إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. مشيراً إلى أن بعض القوى تسعى باستمرار إلى تقسيم الفضاء الأوراسي المشترك إلى شبكة من “النوادي الحصرية” والكتل العسكرية بهدف كبح تنمية بلداننا والتعدي على مصالحها، مشدداً على أنه بالرغم من ذلك فلن يتمكن أحد من تحقيق هذا”.
وأكًد بوتين أن موسكو ملتزمة بمبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة وهو ما ينتهكه حلف “الناتو” بشكل صارخ، وقال “مثل أصدقائنا الصينيين فإننا ندافع عن التقيد الصارم بميثاق الأمم المتحدة واحترام القانون الدولي بما في ذلك القانون الإنساني وملتزمون بمبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة والذي ينتهكه حلف الناتو بشكل صارخ”.
وشدَّد الرئيس بوتين أيضاً على أن روسيا قلقة للغاية بشأن الإجراءات غير المسؤولة والخطيرة التي يمكن أن تقوض الأمن النووي العالمي.
وبيَّن الرئيس الروسي أن بلاده لن تقبل بالعقوبات أحادية الجانب غير القانونية المفروضة عليها مشدداً على ضرورة رفعها.
وأشار إلى أن مستقبل عملية السلام في أوكرانيا يعتمد فقط على الاستعداد لإجراء محادثة جادة مع مراعاة الحقائق الجيوسياسية، وقال إن “الأزمة في أوكرانيا التي أثارها الغرب وأشعلها بجد هي الأكثر لمعاناً اليوم، ولكنها ليست بأي حال من الأحوال المظهر الوحيد للنيات الغربية بالحفاظ على الهيمنة على الساحة الدولية ونظام عالمي أحادي القطب”.