من يكتب رواية الأم السورية..؟

يمن سليمان عباس..
يحتفي العالم بعيد الأم اليوم ومن هو أجدر منا نحن السوريين بمثل هذا الاحتفاء الذي لا يقتصر على يوم وليلة ولا يختزل بمناسبة أبدا.
كل يوم تثبت الأحداث والوقائع ما كان منها وما يجري ان الأم السورية هي الأعظم والأنقى والأكثر قدرة على العطاء والفعل الحقيقي ..
لقد برهنت الوقائع والأحداث وما نعبره أن الأم السورية التي تتحدث عنها الأساطير لم تكن أسطورة من نسج خيال بل هي حقيقة وكل ما يروى من إنجازات وبطولات لها ليس الا جزءا يسيرا مما قدمته، فمن ينسى نساء سورية منذ آلاف السنين وقد تربعن على عرش العالم حينها قيادة وإنجازات من زنوبيا إلى أليسار وما في القائمة.
واليوم في خضم الأحداث والوقائع التي جرت وتجري ونحن شهود عيان عليها تثبت الأم السورية أما وأختا وزوجة وحبيبة أنها القادرة على متابعة النضال ..
هل نذكر ببعض قصص الفداء من ساحات الوطن وفي كل بيت سوري حكاية من هذا ..
تلك الأم التي قدمت أولادها الخمسة شهداء على أرض الوطن ومن ثم أحفادها وتردد أنها لن تتوانى أن تكون في مقدمة من ينافحون عن الوطن.
وكم من أم زغردت حين عاد ابنها شهيدا ..
سمعنا ورأينا الحكايات وعشناها..
والأم المضحية هي المربية والعاملةوالفلاحة والطبيبة والمهندسة وهي ربة البيت المديرة والمدبرة لأحوال أسرتها في أحلك الظروف وأقساها.
وبعد نسأل: من هو القادر على كتابة روايات الأم السورية ؟
تضحيات فاقت كل الحدود، وحين كتب مكسيم غوركي روايته الخالدة ( الأم ) استلهمها من قصة واقعية جرت في روسيا ..

ومن المعروف أن رواية الأم
(تعد رواية الأم العمل الطويل الوحيد لغوركي عن الحركة الثورية الروسية؛ مع ذلك، فلربما تكون الأكثر شهرة ورواجًا من بين مجمل أعمال المؤلف. كتب مكسيم غوركي الرواية أثناء رحلته إلى الولايات المتحدة عام 1906.
كان غوركي مرتبطًا بشكلٍ شخصيّ بالرواية لأنها تستند إلى أحداث واقعية تدور حول الأم «آنا زالوموفا» وابنها «بيوتر زالوموف». كانت آنا زالوموفا إحدى أقرباء غوركي البعيدين، وقد زارت عائلته عندما كان طفلاً، مما جعله على صلة أعمق بالقصة التي وقعت أحداثها خلال مظاهرة في عيد العمال في سورموفو في عام 1902م. كانت مدينة سورموفو التي تشتهر ببناء السفن تقع بالقرب من بلدة نيزني نوفجرود موطن غوركي، وبعد أن قبضت الشرطة القيصرية على بيتر زالوموف، انخرطت والدته آنا زالوموفا في النشاط الثوري.
يصور غوركي في روايته حياة امرأة تعمل في مصنع روسي، وتقوم بأعمال يدوية شاقة، وتكافح الفقر والجوع، مع الكثير من المصاعب الأخرى. بطلة القصة الحقيقية هي «بيلاجيا نيلوفنا فلاسوفا»، يضربها زوجها السكير ميخائيل فلاسوف وهو أحد عمال المصنع، والذي يفرط في الشراب لدرجة أنه يبيع مقتنيات المنزل لشراء الخمر، ويترك لها المسؤولية الكاملة عن تربية ابنهما «بافيل فلاسوف»، وتبدأ القصة حين يموت الأب بشكل غير متوقع أثناء معركة قد نشبت في المصنع.
يبدأ بافيل في محاكاة سلوك والده بشكل ملحوظ في حالة سكره، والتلعثم، لكنه ينخرط فجأة في أنشطة الحركة الثورية، وبعد التخلي عن الشراب، يبدأ بافيل في جلب الكتب، وإخفاء المنشورات الثورية في المنزل، ونظرًا لكون بيلاجيا نيلوفنا أميًة لا تعرف القراءة، وليس لديها أية اهتمامات سياسية، فإنها في البداية تشعر بالقلق بشأن أنشطة بافيل الجديدة، وتتعامل معها بحذر، إلا أنها تريد مساعدته على الرغم من مخاوفها. تلقي الشرطة القيصرية القبض على بافل وتعتقله، فتنضم بيلاجيا نيلوفنا إلى زملائه في الحركة الثورية، وتوزع معهم المنشورات لتكمل مسيرة الابن مدفوعة بحبها له ومتعاطفة مع قضايا العمال. يظهر بافل باعتباره الشخصية الثورية الرئيسية. ومع ذلك، فإن بيلاجيا نيلوفنا التي تأثرت بمشاعر الأمومة لديها، وعلى الرغم من كونها غير متعلمة، تغلبت على جهلها السياسي للانخراط في العمل الثوري، تعتبر هي البطل الحقيقي للرواية.).
على الرغم من كل ما في الرواية من خصب الخيال وصدق الواقع ايضا فإن الأم السورية قدمت ما تعجز عنه روايات وملاحم ولو كل يوم صدرت رواية عن نضالها لما وصلنا عتبات نضالها..لكن التحية والتقدير وكل عام وأنتن بوصلة الأمل.

آخر الأخبار
اضطراب القلق المعمّم يهدّد التوازن النفسي.. وعلاجه ممكن بشروط اختلال ميزان المجتمع.. هل تلاشت الطبقة المتوسطة ؟ الزيتون.. موسم صعب بين الجفاف وقلة الدعم التلوث البيئي... صمت ينهش رئتي دمشق  رحلتان علميتان لتعزيز مهارات طلاب علوم الأغذية بجامعة حلب غرفة تجارة حلب تبحث مع سفير جنوب إفريقيا تطوير العلاقات الاقتصادية ردود فعل دولية وعربية تندد بزيارة نتنياهو للجنوب السوري شطرنجنا يتألق في بطولة العرب بالكويت سلّة الكرامة وحمص الفداء بنكهة سمراء متابعة مشاريع منظمة "العمل ضدّ الجوع" في "تل الضمان" بحلب غلاء الكهرباء.. بين الضرورة الاقتصادية والضغوط الاجتماعية خمس ذهبيات للجودو في غرب آسيا مستقبل مشرق لكرة القدم النسائية في نادي محافظة حمص تشغيل تجريبي متواصل وخارج ساعات برنامج التقنين بالقنيطرة النفايات الغازيّة حوّلت سماءنا إلى مقبرة لها.. والحلّ في الطاقات المتجددة التربية تعزز حضورها في حلب.. تطوير معاهد الريف وتحسين واقع التعليم "برغل بحمص".. وجبة شعبية وذاكرة مكان بعد زيارة الوزير الشيباني.. قرار رسمي يخص مجلس الأعمال السوري-الصيني لرفع كفاءته... تحديث مستمر لخدمات مستشفى اللاذقية الجامعي في يومهم العالمي.. أطفالنا مستقبل حريّة ثمنها غالٍ