تقرير – ناصر منذر :
عشرون عاماً مرت على الغزو الأميركي للعراق، الذي بني على أكاذيب الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، وخلف مئات آلاف الضحايا وملايين المشردين، تحت مزاعم القضاء على أسلحة الدمار الشامل المزعومة، رغم تأكيد وكالة الطاقة الذرية بأن العراق لا يمتلك أي أسلحة نووية أو ما يسمى أسلحة دمار شامل.
ورغم كل محاولات وزارة الخارجية والحكومة العراقية بكاملها آنذاك نفي التهم الموجهة إلى العراق والسماح لكل المفتشين الدوليين بزيارة العراق وتفتيش منشآته العسكرية وكل المنشآت التي تدعي الإدارة الأميركية بأنها تحتوي على أسلحة محظورة، إلا أن إدارة جورج بوش ومعها إدارة طوني بلير رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت كانت قد قررت غزو العراق.
اليوم وبعد مرور عقدين من الزمن اعترفت صحف أميركية عدة بزيف الادعاءات التي قدمتها إدارة جورج بوش والمسؤولون فيها لشرعنة الغزو أمام الأميركيين، وحملات التضليل التي قادتها وسائل الإعلام الغربية لتزوير الحقائق والتغطية على هذه الجريمة.
صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية من بين الصحف التي انتقدت غزو العراق في مقال للكاتبة روبن أبكارين أشارت فيه إلى الأكاذيب الباطلة التي ساقها بوش والمسؤولون في إدارته آنذاك حول امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، معتبرة أن هذه المعلومات الزائفة شجعت الأميركيين على الدخول في صراع تسبب بإراقة دماء العراقيين ومقتل جنود أميركيين.
وبينت الصحيفة أن (التخطيط الإجرامي السيئ) لما بعد الحرب الأميركية على العراق أدى إلى إطلاق العنان لنزاعات خطيرة أفضت إلى ظهور تنظيم (داعش) الإرهابي ونزوح أكثر من مليون عراقي.
بدورها وول ستريت جورنال وفي مقال للكاتب جيرارد باكير قالت: إن آراء بعض أولئك الذين دعموا غزو العراق قبل 20 عاماً انقلبت بشكل جذري وأصبح توصيفهم لهذه الجريمة بأنه القرار الأكثر معيباً في السياسة الخارجية الأميركية.
وأوضحت الصحيفة أن قضية تبرير الحرب على العراق فشلت في حد ذاتها، لافتة إلى أن أفضل مسار لأولئك الذين دعموا هذه المغامرة الرهيبة هو الاعتراف بالخطأ المخزي.
وتعترف التقارير والمقالات التي يكتبها الأميركيون في السنوات الأخيرة أن إدارة بوش استغلت أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 لتنفيذ الهجوم على العراق.
وفي هذا السياق كتب جوي ليبرمان مقالاً في صحيفة نيويورك بوست قال فيه: (إن إدارة بوش زعمت أن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل بالاستناد إلى معلومات استخبارية خاطئة)، مشيراً إلى أن الديمقراطيين والجمهوريين يتنصلون الآن من الحرب التي سمحوا بها سوياً قبل عقدين من الزمن في إجماع غير عادي من الحزبين يساهم في استنتاج أوسع بأن مشاركة أميركا في العالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص غير مجدية ومهدرة.
وأضاف ليبرمان: إن الحقيقة المؤلمة هي أن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء فادحة في العراق وحصدت خسائر بشرية فادحة، معتبراً أنه ليس من المستغرب أن يفكر الكثير من الأميركيين في تدخل بلدهم في العراق بمزيج من الغضب والعار.