مارست واشنطن الموبقات الإرهابية بمختلف أنواعها على الأرض السورية من دعم للإرهاب الدولي وإنشاء تنظيمات تكفيرية لتنفيذ مخططاتها الخبيثة بالمنطقة من البوابة السورية واحتلال قسم من أراضي سورية الغنية بالنفط والغاز لحرمان الشعب السوري من موارده ليشكل عامل ضغط إضافياً عليه مروراً بتسييس المنظمات الدولية وتشجيع الكيان الغاصب على تكرار اعتداءاته على الأراضي السورية، وخاصة بعد الانفتاح الذي حصل مؤخراً مع سورية وعودة العلاقات الإيرانية السعودية وصدمة الكيان الإسرائيلي وواشنطن من تطوراتها.
واشنطن الراعية للإرهاب لم تنس أن سورية هي الشوكة التي أفشلت مشاريعها عبر التاريخ في المنطقة.. فما زال الموقف السوري من غزو العراق ماثلاً أمامها وكذلك الهزيمة النكراء لكيانها المشوه “إسرائيل” في حرب تموز والانتصار الذي حققته سورية على الإرهاب الدولي وما لهذا الانتصار من دور كبير في تحول المشهد الدولي نحو ولادة نظام دولي جديد أساسه انتهاء عصر القطب الأميركي الواحد وبدء ملامح النظام الدولي متعدد الأقطاب.
والمشهد الدولي المتغير لم تنته فصوله بعد وستشكل قادم الأيام نقطة تحول نحو التعددية القطبية، وفي سورية ستجد قوات الاحتلال الأميركي نفسها في مواجهة المقاومة الشعبية التي ستدافع عن أرضها وتطرد قواعدها غير الشرعية في شرق سورية وتحرر حقول النفط والغاز التي تسطو عليها مع أداتها الانفصالية “قسد”.
أما الكيان الصهيوني الذي لم يكن ليولد لولا الدعم الأميركي الذي أوجد هذا الكيان لتنفيذ مشاريع واشنطن ومخططاتها في المنطقة، فلن يستطيع إنقاذ مخططاتها كما أن واشنطن لم تعد قادرة على حمل العصا التي استخدمتها لعقود طويلة وهددت ومارست موبقانها الإرهابية بحق الشعوب لسرقة مواردها وممارسة الاضطهاد المعلن للعنصر البشري في ظل المتغيرات الدولية وظهور قوى عظمى على المنصة كروسيا والصين استطاعت أن تبلور نظاماً عالمياً متعدد الأقطاب.
بذرة الإرهاب الأميركي ستفني نفسها بنفسها.. و كما أن الشخص لا يستطيع أن يستخدم ماء النهر مرتين .. كذلك واشنطن لم تعد قادرة على الاستمرار بسياستها الإرهابية التي هددت من خلالها العنصر البشري على كامل الكرة الأرضية.. وستكون التطورات على أكثر من ساحة دولية من سورية إلى أوكرانيا سباقة في حمل نعش الأحادية القطبية ودفنه مع أدواته الإرهابية في أدراج التاريخ.
التالي