الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
ذات يوم وقد كتبت ذلك أكثر من مرة _ قال لي مفكر عربي مهم عندما كنت بصدد إجراء حوار معه : نحن لا نتذكر مبدعينا ونكرمهم إلا حين يرحلون أو حين يضج العالم بما أنجزوه على خجل نحتفي بهم ..
وربما هذا ما يحدث أذكر أني في عملي الثقافي كنت حريصاً عندما تمر ذكرى ولادة مبدع أو رحيله أحاول كتابة مادة ما عنه أنا أو أحد زملائي ..لكن أحد المعنيين بالشأن التحريري اعترض وقال : هل نحن صحافة أموات ..؟
لم يصل النقاش معه إلى نتيجة لأن من بيده مثل هذا القلم يشطب ويمحو ويفعل ما يريد، كان ذلك منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وربما أكثر..
هل تغير الحال في مشهد متابعات الشأن الثقافي وتقدير المبدعين ..؟
أظن، نعم تغير وصار أفضل مع الحاجة الدائمة إلى المزيد من الاحتفاء …ومن باب التذكير تمر هذه الأيام المئوية الأولى لولادة الشاعر العربي السوري نزار قباني ..
مرت الذكرى بصمت لا خبر لا قراءات في شعره، لا متابعات التحولات التي أحدثها في خارطة الشعر العربي..
صمت مطبق الكل مسؤول عنه ولا أحد خارج ذلك ..نزار قباني قارة شعرية بكل ما في الكلمة من معنى والقارة فيها الخصب والصحراء والأنهار والبحار فيها الكون ..نزار قباني من الماء إلى الماء في كل بيت وكل مكتبة ..يستحق أن نحتفي به كما يستحق الكثيرون من الأحياء والموتى ..
إعلامنا الثقافي بألوانه كافة ليس كما يجب، مشغولون بالآني والسريع حتى الآن لم نحفر مجرى عميقاً تماماً ..والأسباب كثيرة جداً..
ومن باب الحديث نفسه ( مئويات ).
التحية لأدونيس القامة السورية السامقة في عامه الثالث والتسعين وهو القائل: مازلت أتعلم…
العدد 1138 – 28-3-2023