الثورة – تقرير أسماء الفريح:
أكدت روسيا أن حقيقة من يقف وراء التفجير الإرهابي الذي استهدف خطي أنابيب “السيل الشمالي” ستظهر للعيان عاجلا أو آجلا وانها لن تسمح بإغلاق هذا الملف في الوقت الذي أعربت فيه الصين عن الأمل في إحراز تقدم سريع في التحقيقات كي تنكشف الحقيقة مؤكدة أن واشنطن تنتهج معايير مزدوجة في التحقيقات.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين اليوم “نعتقد أنه يجب على الجميع الاهتمام بإجراء تحقيق موضوعي بمشاركة جميع الأطراف المعنية” مبينا أن موسكو تعتبر ذلك في غاية الأهمية وأنها لن تسمح بطي هذا الملف.
من جانبها ,قالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في حديث متلفز اليوم “باعتقادي ستظهر الحقيقة حول السيل الشمالي وستشق طريقها ولا أشك في ذلك فالأمر مؤكد بنسبة 100 بالمئة” مضيفة أن تلك الحقيقة قد بدأت في الظهور بالفعل لأن الدافع لا يتطلب مشقة البحث عنه.
وتابعت أن “الدافع أعلنه رسميا رئيس الولايات المتحدة” وذلك في إشارة إلى تصريح ل جوبايدن في شباط 2022 عندما لفت إلى أن الولايات المتحدة “ستتخلص” من “السيل الشمالي” إذا “غزت روسيا أوكرانيا” وقالت “والباقي مجرد مسألة جمع الأدلة ليس أكثر”.
وأوضحت زاخاروفا أن الولايات المتحدة وألمانيا فضحتا نفسيهما عندما طرحتا روايتين متطابقتين وبشكل متزامن عبر وسائل إعلامهما “القريبة من الدوائر الحاكمة في بلديهما” حول تفجير “السيل الشمالي”، في خطوة تثبت تعمدهما ضخ معلومات كاذبة في وسائل الإعلام.
وتابعت أن الولايات المتحدة وألمانيا أرادتا من خلال طرح مزاعم وقوف “مجموعة موالية لأوكرانيا” وراء الحادث صرف الأنظار عن التحقيق الذي نشره الصحفي الأميركي الشهير سيمور هيرش والذي أورد فيه أن الغواصين الأميركيين هم من قاموا بتلغيم خطوط أنابيب الغاز أثناء مناورات “Baltops” في صيف عام 2022 فيما نفذ التفجير عسكريون نرويجيون بعد 3 أشهر من ذلك.
ورفض مجلس الأمن الدولي أمس مشروع قرار أعدته روسيا والصين لإطلاق تحقيق دولي في تفجير خطوط أنابيب “السيل الشمالي” الذي وقع في أيلول الماضي حيث لم يحصل على العدد المطلوب من الأصوات بسبب موقف الدول الغربية.
وفي بكين ,قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم إن الولايات المتحدة تنتهج معايير مزدوجة فيما يخص التحقيق في تفجير خطوط “السيل الشمالي”.
وأضافت المتحدثة باسم الخارجية ماو نينغ في إفادة صحفية: أن “الولايات المتحدة تسعى لإجراء تحقيقات مزعومة عندما يتعلق الأمر بالدول النامية لكن في هذا الحادث الذي يشكل تهديدا خطيرا على الأمن والسلم الدوليين تحاول الاختباء ..ومن الواضح أنها تنتهج معايير مزدوجة”.
وأعربت عن أمل بلادها في إحراز تقدم سريع في التحقيقات ذات الصلة كي تنكشف الحقيقة إلى العالم في أقرب وقت ممكن ويتم محاسبة المسؤولين عن هذا الأمر”.
وأوضحت ماو نينغ أن عددا غير قليل من أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أدانوا في خطاباتهم الهجوم الإرهابي على “السيل الشمالي” وأشار البعض أيضا إلى ضرورة تسريع التحقيق وأن تكون المعلومات شفافة مؤكدة أن هذا يوضح بشكل كامل أن مشاكل ضمان أمن البنية التحتية العابرة للحدود العالمية تحظى باهتمام متزايد وأن إجراء تحقيق دولي شامل ونزيه وشفاف ومستقل له أهمية قصوى.
بدوره ,قال دميتري بوليانسكي نائب مندوب روسيا بالأمم المتحدة إن الغرب ضغط بقوة على أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال التصويت في المجلس على مشروع القرار الروسي حول تفجيرات “السيل الشمالي” مذكرا بأن المشروع دعا أمين عام الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في هذا الحادث.
وشدد بوليانسكي على أن العديد من أعضاء مجلس الأمن الدولي ينتظرون من الدنمارك وألمانيا والسويد التحقيق بشكل عاجل وشفاف في الحادث.
من جانبه, أشار نائب مندوب الصين لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ إلى أن الدول التي لم تؤيد مشروع القرار لديها ما تخفيه و قال إن “بعض الدول تحدثت عن أن الاتهامات غيرالمبررة تحدد نتائج التحقيقات مسبقا وبالعكس يعتبر تحقيق أممي أمثل طريقة لإجراء التحقيق”.
يذكر أن نص مشروع القرار اقترح تكليف الأمين العام للأمم المتحدة بإنشاء لجنة دولية مستقلة “لإجراء تحقيق شامل وشفاف ونزيه في جميع جوانب العمل التخريبي الذي لحق بخطي أنابيب “السيل الشمالي 1 و2″ بما في ذلك تحديد الجناة والجهات الراعية والمنظمين لأعمال التخريب والمتواطئين معهم”.