دينا الحمد:
بعد أن وقعت وزارة الحرب الإسرائيلية مع شركة توليد الطاقة الخضراء (أنيرجكس) اتفاقاً يسمح ببناء حوالي 41 توربيناً كبيراً بحجة توليد الكهرباء من طاقة الرياح في شمال مرتفعات الجولان، انتفض أهلنا ضد القرار المذكور وعمت المظاهرات قرى الجولان المحتل منددة بسياسات الاحتلال التي تهدف إلى توسيع المستوطنات بحجة توليد الطاقة.
ورغم أن سلطات الاحتلال حاولت تضليل أهلنا في الجولان بأنها لهم تسهيلات كثيرة في مختلف الاتجاهات لعدم رفض تركيب المراوح المذكورة في أراضيهم الزراعية إلا أنهم رفضوا رفضاً قاطعاً مخططاته التي ترمي إلى الاستيلاء على أراضيهم ووقفوا في وجه الإجراءات القمعية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي وقاوموا تلك الممارسات الرامية إلى ترهيبهم والاستيلاء بالقوة المسلحة على أراضيهم.
ومنذ أيام عمت الاحتجاجات القرى المستهدفة حيث تصدى أهلنا بكل الوسائل لهذا المخطط ورفضوا إقامة هذه التوربينات على أراضيهم، والتي تسعى قوة الاحتلال عبرها إلى وضع اليد على أراضي السوريين في القرى المذكورة وتهجيرهم منها ونقل المستوطنين الإسرائيليين إلى هذه الأراضي بغية تهويدها.
وقد انتفض أهلنا ضد مشروع التوربينات منذ بدايته ففي عام 2019 عمت الاتجاجات قرى الجولان، وكانوا قد أعلنوا في الأول من شباط عام 2020 يوم إضراب وأصدروا بياناً رفضوا فيه هذا المشروع واستمرت المظاهرات والمسيرات الجماهيرية في القرى المحتلة وكان أشدها بتاريخ 9 أيلول عام 2020 حيث جرت صدامات ومواجهات عنيفة بين المواطنين وبين قوات مؤللة من جيش الاحتلال وشرطته قام خلالها جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص المطاطي على المواطنين الذين أصيب منهم حوالي /23/ مواطناً بإصابات بالغة كما قامت قوات الاحتلال باعتقال العشرات وإقامة دعاوى جزائية ضدهم وحكم عليهم بدفع عشرات آلاف الدولارات عقوبة لهم على معارضتهم المشروع الصهيوني المشار إليه.
وإذا كان الجولانيون الأحرار قد انتفضوا غير مرة ضد المحتل الصهيوني وقهروا إجراءاته وقراراته التعسفية، كما انتفضوا ضد قرار الكنيست ضم الجولان السوري للكيان الغاصب، واستمرت انتفاضتهم على مدى سنوات الاحتلال، وانتفضوا ضد قرار الرئيس الأميركي المزعوم منح السيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، فإنهم اليوم على طريق انتفاضة جديدة ضد توربينات الاحتلال وسيمنعونه من تركيب المراوح المذكورة، مهما تغطرس العدو وتجبر.
التالي