الثورة – فردوس دياب:
انطلاقاً من دور الجامعة في تنمية المجتمع، أطلقت كلية التربية في جامعة دمشق “الأسبوع التوعوي الأول الموجه للأسرة”، والذي بدأ يوم أمس السبت الأول من نيسان ويستمر لغاية يوم الخميس القادم، حيث ستقدم خلاله سلسلة من المحاضرات التوعوية التي تهم الأسرة والمجتمع بشكل عام.
تحسين البيئة الاجتماعية..
الدكتورة زينب زيود عميد كلية التربية، وفي معرض ردها على سؤال عن أهداف وغايات مثل هكذا فعاليات، أكدت أن الغاية من إقامة هذا الأسبوع التوعوي هو المساهمة الفعالة في حل بعض مشاكل المجتمع ( التربوية والنفسية) وتقديم الخدمات التي يمكنها أن تعمل على تنمية المجتمع وخدمة أفراده .
وأوضحت أن كلية التربية وانطلاقا من كونها منارة تربوية وثقافية ومركز للخبرات داخل جامعة دمشق، تسعى من خلال هذه الفعالية التوعوية إلى تقديم مواضيع تهم الأسرة والمجتمع لنشر الثقافة الأسرية السليمة في التعامل مع بعض القضايا في المجالات التربوية والنفسية والاجتماعية وبما يحقق تحسين بيئة المجتمع.
وبينت أن هذا الأسبوع التوعوي هو الأول الذي تقيمه كلية التربية حيث سيتم الاستمرار بتقديمه.
كيف نجيب عن أسئلة الأهل؟
بدورها ألقت الدكتورة بشرى بركات الأستاذة في قسم التربية الخاصة اختصاص تأهيل السمع والنطق والكلام محاضرة بعنوان: ” الاضطرابات النطقية واللغوية”، حيث بدأت محاضرتها بالحديث عن الأسئلة التي يتداولها الأهل باستمرار والتي تشكل مصدر قلق لهم مثلا( ابني لم ينتج كلمات بعد ،ابني يستخدم الإشارات، ابني جمله قليلة قياسا بأقرانه).
بعد ذلك ثم انتقلت للحديث عن تعريف اللغة، حيث قالت إنها مجموعة من الرموز والقواعد المتعارف عليها اجتماعيا والمتعارف على استخدامها لنقل وتبادل المعلومات المختلفة والتعبير عن الأفكار والحاجات والرغبات، مضيفة أنها تنقسم إلى لغة استقبالية تتضمن فهم الكلمات والجمل ، ولغة تعبيرية تتضمن إنتاج الأصوات والكلمات والجمل وبناء محادثات هادفة.
مستويات اللغة..
وعن مستويات اللغة، بينت أنها تنقسم إلى المستوى الفينولوجي الذي يتضمن القواعد التي تحكم وتضبط توحيد الأصوات المختلفة وكيفية تناسقها في مقاطع وصولا إلى الكلمة، والمستوى الصرفي النحوي والذي يعرف بأنه مجموعة القواعد التي تضبط مجموعة أجزاء الكلمة، والمستوى الدلالي الذي يقيس القدرة على انتقاء الكلمات وفهمها واسترجاعها من الذاكرة، والمستوى البراغماتي الذي يقيس القدرة على إجراء محادثات وصياغة مواضيع والإجابة عن الأسئلة وفهم الاستعارات.
وقالت الدكتورة بركات، إنه حتى تكون اللغة سليمة لدى الطفل فإنه بحاجة إلى امتلاك قدرات معرفية جيدة كالانتباه والذاكرة و الإدراك وقدرات حسية سليمة كالسمع والبصر وجهاز عصبي ونطق سليمين إضافة إلى قدرات نطقية حركية سليمة.
ما هو النطق؟
ثم عرفت النطق بأنه الآلية التي تقوم بها أعضاء الجهاز النطقي عند مرور الهواء به لإحداث صوت معين عند اصطدامه بمكان معين يسمى المخرج، ويعد اضطراب النطق بحسب بركات مشكلة في إصدار الأصوات اللازمة للكلام بالطريقة الصحيحية، أو عدم تركيب الكلمات في صورة جمل مفهومة.
وعددت بعضا من الإضرابات العقلية، كالحذف وهو أن يحذف الطفل صوتا أو أكثر من الكلمة، والتشويه وهو انحراف الصوت عن الصوت العادي، والإضافة وهو إضافة صوت إلى الكلمة مثل (تفناحة بدلا من تفاحة )، والإبدال وهو إبدال صوت لغوي بصوت اخر (لمان بدل من رمان).
التقييم والمعالجة..
وتحدثت عن أبرز أسباب الاضطرابات النطقية واللغوية والتي تتمثل في الأسباب العضوية كوجود خلل في جهاز النطق أو نقص السمع أو القدرات العقلية المنخفضة، والأسباب البيئية والاجتماعية مثل الدلال الزائد للطفل أو إهماله أو القسوة في معاملته أو حرمانه من التفاعل الاجتماعي مع الآخرين .
وعن كيفية إجراءات تقييم الاضطرابات العقلية واللغوية قالت :انها تشمل ثلاثة مراحل: أولا مرحلة الكشف، ثانيا مرحلة التشخيص وثالثا مرحلة العلاج والتي تحتاج خطة علاجية وتختلف من طفل إلى أخر.
وعن أبرز الأخطاء التي يقع فيها الوالدان أوضحت أن هناك العديد من الأخطاء مثل عدم الانتباه إلى مؤشرات التأخر اللغوي لدى الطفل، عدم الانتباه إلى مؤشرات نقص السمع التأخر في طلب المشورة العلمية إلى ما بعد سن 6 سنوات والاعتماد على مشورات الأهل والأقارب ، واللجوء إلى علاجات شعبية لتصحيح النطق ، والسماح للطفل بالجلوس أمام التلفاز أو الموبايل لفترات طويلة وبقاء الطفل وحيدا مع ألعابه بدون توجيه وعدم إدخال الطفل الروضة.
نصائح للأهل..
وختمت الدكتورة بركات حديثها بتقديم بعض النصائح للأهل لزيادة الحصيلة اللغوية ومن أهمها الحديث مع الطفل مع الحرص على التواصل البصري معه، اللعب مع الطفل نظرا لأهميته فهو ينمي عضلاته الدقيقة.