ترسم بلادنا في لوحة فسيفسائية جميلة ذاك التنوع في مكوناتها التي تنسجم في عيش مشترك بين أرجاء وطننا الغالي، في نسيج متماسك لم يستطع العدو بأساليبه الحاقدة أن يخترقه أو يهز أركانه يوماً، ولم نعرف يوماً فروقاً بيننا لا على أساس ديني أو عرقي، فنحن سوريون أولاً وأخيراً.
وجميل أن يتزامن رمضان هذا العام مع عيد الفصح المجيد لتكون مناسبة قيّمة نعزز فيها قيم التعاضد والتسامح والتكافل والمحبة، ونؤكد أننا جميعاً كيان واحد ونسيج واحد وأن المحبة هي التي تجمعنا، لنشكل معاً سياجاً قوياً لحماية كل شبر من وطننا الأغلى.
عندما ترتفع أصوات أجراس الكنائس تعلن قيامة جديدة، وفي الآن نفسه يعلو صوت المساجد” حي على الفلاح” ما هي إلا دعوة للصلاة من أجل سلام يعم البلاد، ودعوة لنصرة المحتاج والفقير ومن تعرض لكوارث أنهكته، وهي دعوة للتماسك والتعاون من أجل صناعة فرح يدخل السعادة والأمل إلى قلوب الجميع في الآن نفسه.
ولا نستطيع تجاهل أن البلاد تتعرض في ظل الحصار الذي تمارسه قوى البغي والعدوان، إلى الكثير من التحديات، وهذا انعكس بأشكال كثير على المجتمع وعلى الأفراد، ما يتطلب منا جهوداً مضاعفة لتحقيق تعاليم الأديان في تحقيق التكافل الاجتماعي ونبذ العداوة والكراهية، وبث المحبة والتعاون وفتح آفاق جديدة على الفرح والحياة، حياة عنوانها التسامح والانتصار لقيم الخير والمحبة والجمال.
وفي هذه الأيام المباركة التي يتعانق فيها الصليب والهلال، نتحد جميعاً في صلاة مشتركة من أجل تحقيق السلام والنصر على الأعداء، ونعزف معاً سيمفونية المحبة، في ابتهال إلى الله أن يعيد الأمن والأمان إلى ربوع بلادنا، ويعم السلام أرواحنا المتعبة.
أعياد مباركة، وكل عام الوطن والجميع بألف خير.