يعد الاهتمام بتربية الموهوبين ورعايتهم من القضايا التربوية الهامة، نظراً للتطور السريع لمقاييس الذكاء والاستثمار في التعليم وتطوير رأس المال البشري في جميع المجالات، فهم محط أنظار ومعقد آمال واهتمام، إذ يستطيع الموهوب أن يعطي ما لا تستطيع أجيال أن تقدمه.
يعتبر التعرف المبكر على الأطفال المتفوقين والموهوبين خطوة مهمة نحو تنمية طاقاتهم والاستفادة من إمكانياتهم، فعملية التعرف عليهم من أهم الأعمال التي يمكن تقديمها لهم، فهي الفرصة الثمينة التي قد تنقل الموهوب من الوضع العادي إلى الوضع الذي يستحقه ليتمكن من تسخير موهبته لخدمة نفسه ومجتمعه.
رعاية الموهوبين قضية تربوية على درجة كبيرة من الاهتمام نظراً لأنهم ثروة وطنية يجب استثمارها ورعايتها بهدف توجيهها لخدمة المجتمع، فهم يتميزون بالعديد من الخصائص منها سرعة التعلم والحفظ والقدرة على التعلم مبكراً وهم في مرحلة ما قبل المدرسة، والقدرة على إدراك العلاقات بين الأشياء، واستخدام الأساليب الإبداعية في المشكلات التي تواجههم، والمرونة في التفكير، والقدرة على القيام بمهام عدة في وقت واحد.. وغير ذلك.
فالعناية بالموهبة جزء مهم لا يمكن تجزئته عن وظيفة المدرسة التربوية، فإهمالها قد يكون له الأثر البالغ في ضمور مواهبهم أو انحرافها، من هنا تبرز الحاجة إلى البحث عن معايير جودة لتطوير تنمية الموهبة في المنشآت التربوية وفي البيت.. فالمعلم هو المفتاح الرئيس لنجاح العملية التربوية في أي برنامج تربوي سواء أكان لطلاب عاديين أم موهوبين، وعلى الأسرة دور كبير في اكتشاف مواهب أبنائها ورعايتها وتوجيهها في إطار تنموي.
المجتمع بحاجة ماسة إلى رعاية الموهوبين لأنهم ارتقاء للمستقبل، ومن أجل الأجيال القادمة، فلا بد من وجود برامج خاصة لتعليم الموهوبين، من خلال اكتشافهم مبكراً – وهم كثر في مدارسنا ومجتمعنا- وإعداد مناهج وبرامج دراسية خاصة، وتهيئة فرص تعليمية متنوعة وخدمات غير عادية.