من عيد الفطر إلى الأضحى، ومن الفصح إلى سائر المناسبات، تبقى الروح النقية، والإيمان الصادق، هما الهوية والعلامة الفارقة للشعب السوري الأبي.
يحلّ عيد الأضحى هذا العام بطعمٍ مختلف.. طعم الانتصار وعبق الرجاء، إنه ليس مجرد مناسبة دينية، بل شهادةُ حياة، وانبعاثُ أمل، ومشهدُ فرحٍ طال انتظاره.
في شوارع الوطن، ارتفعت ضحكات الأطفال، وتعانقت العائلات بعد طول فرقة، وتزيّنت الأرصفة بزينة المحال وبهجة الباعة، لحظاتٌ تعيد إلى الذاكرة صورة سوريا كما نحبّها.. نابضة، دافئة، آمنة.
إنها سوريا.. التي- وإن أنهكتها الجراح، تنهض دوماً كطائر الفينيق، تجمع شتاتها، وتضمّد أوجاعها، لتعود أقوى وأجمل.
سوريا اليوم تنبض بالمحبة والإيمان، ويحتفي السوريون بأعيادهم تحت راية الحرية التي طالما تنسّموها شوقاً وأملاً.
من ضحّى من أجل أن يبقى العيد عيداً، هو الحارس الأمين، الذي يعرف كيف يصون الوطن، ويحصّنه بالإنجازات، في الداخل والخارج.
ورغم العثرات والتحديات، يبقى في قلب كل سوري يقينٌ لا يهتزّ بوطنه، وطنٌ ننهض به كما ينهض بنا، نمنحه من أرواحنا، ونستنشق من تاريخه، ونمنحه وفاءً لا يذبل، وعملاً لا يعرف الكلل، وإيماناً لا ينضب.
فبناء الأوطان لا يكون إلا بالمحبة، وبالإيمان العميق بقدرتنا على تجاوز كل ما مررنا به من محن.
العيد.. أن تكونوا بخير وأمان، وأن تبقى الراية مرفوعة، والكرامة محفوظة.
التحية لكم، يا حُرّاس العيد، وصُنّاع الأمل وكل عام وأنتم بألف خير.

التالي