الثورة- رولا عيسى:
بدا شهر نيسان أكثر عبئاً على كاهل الأسر نتيجة تراجع قدرتها على تأمين مستلزمات الأعياد مع حلولها في شهر واحد، بدءاً من شهر رمضان إلى عيد الفصح وعيد الفطر، حيث بدت أسواق ومحلات الحلويات والألبسة أقل رواداً على غير عادتها، فحلويات العيد يبدأ الكيلو منها بنحو ٥٠ ألف ليرة سورية وقد لا ينتهي عند ١٤٥ ألف ليرة حسب درجة الصنف ونوعيته وما يحمله من اسم، أما الألبسة فالتقديرات الصُغرى لشراء كسوة كاملة بنوعية بسيطة تصل لنحو ١٥٠ ألف ليرة أما إن تحدثنا عن كسوة من ماركة معروفة فقد تصل التكلفة لما فوق مليون ليرة.
والغريب أمام جنون الأسعار ما يبثّه الصناعيون والتجار من شكوى يومية في كل حديث لهم عن ضرورة انخفاض الأسعار عبر تخفيض التكاليف عليهم ، فكيف يتم التسعير وما هي آلية الضبط؟.
ضبوط في تراجع
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق تمام العقدة أكد أنه مع حلول عيد الفصح المجيد واقتراب عيد الفطر تركز دوريات عناصر حماية المستهلك على أسواق مستلزمات الأعياد من الحلويات والألبسة إضافة لباقي الفعاليات، وخاصة ما يتعلق منها بالمخالفات الجسيمة مشيراً إلى تراجع في عدد المخالفات مع بدء شهر رمضان المبارك.
١١٦ شكوى في شهر
ونوه إلى أهمية التعاون المستمر مع بقية الجهات المختصة في محافظة دمشق من مجلس المحافظة إلى لجان الأحياء نظراً لتكامل العمل ورفع القدرة على ضبط الأسواق، حيث تم تسجيل ١٢٠٠ ضبط في شهر آذار وبمعدل ٤٠ ضبطاً في اليوم، منها ضبوط عدلية وسحب عينات من الأسواق للتأكد من مواصفات السلع المطروحة ضمن الفعاليات التجارية وخاصة ما يتعلق بمراقبة نوعية الأغذية، لافتاً إلى معالجة ١١٦ شكوى وردت الى المديرية من قبل المواطنين خلال شهر واحد.
كما أشار إلى تسجيل ٥٠ ضبط لمخالفات جسيمة خلال شهر واحد تقريباً وهي تتعلق بالغش والتدليس والمتاجرة بالمواد المدعومة من قبل الدولة وغيرها من المخالفات الجسيمة التي تضمنها المرسوم رقم ٨ لعام ٢٠٢١ الذي يتم تطبيق بنود مواده في تسجيل الضبوط بحق المخالفين.
ارتفاع لحظي
وفيما يتعلق بارتفاع أسعار مستلزمات الأعياد من ألبسة وحلويات وآلية الضبط والتسعير التي تقوم بها مديرية التجارة الداخلية بدمشق، أوضح أنه يوجد ارتفاع في أسعار هذه المستلزمات في الأسواق وهذا يعود إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وتغير بنود التكلفة بشكل دائم بسبب تغير أسعار الصرف، وهذا ما يدعو المديرية إلى دراسة متكررة لبنود التكلفة ومدى مطابقتها مع السعر الحقيقي، ومن خلال متابعة بيانات التكلفة يتم العمل على ضبط أسعار هذه المواد التي تتغير وفقاً لتكلفة المواد الداخلة في تصنيعها، والتي تخضع لمتغيرات لحظية وتغيرات سعر الصرف، مؤكداً على أن ثمة مبالغة من قبل البعض في الإفصاح عن أسعار وتكاليف المواد، مبيناً أن هؤلاء يجري التعامل معهم ومخالفتهم بعد التأكد من التكاليف الفعلية، وفي المقابل هناك مصنّعون وباعة يشتكون من ارتفاع التكلفة التي تسببت في انخفاض المبيعات، وتراجع الإقبال على مستلزمات العيد من المواطنين نتيجة ضعف القوة الشرائية ويتمنون أن تكون التكلفة أقل، وبالتالي نسبة مبيعاتهم ترتفع.
إقبال ضعيف
أبو أحمد صاحب ورشة حلويات ومحل لبيعها يقول إنه انتظر موسم شهر رمضان والأعياد لزيادة المبيعات في محله، ولكن وبالرغم من أنه يبيع بأقل التكاليف فإن الإقبال على الشراء لا يمكن مقارنته بالأعوام السابقة وبالنسبة لكل الأصناف من المعروكة الصغيرة بسعر ٢٥٠٠ ليرة إلى المحشوة التي وصلت إلى ١٠ آلاف ليرة، مؤكداً تضاعف التكلفة عن العام الماضي بدءاً من أسعار السكر والدقيق والسمن والزيت ومختلف المواد، وصولاً إلى حوامل الطاقة وكلها أصبحت مكلفة جداً وأدت لهذا التراجع في الإنتاج والمبيعات ناهيك بتراجع كبير في القدرة الشرائية.