الثورة- فردوس دياب:
تعديل سلوك الطفل ضمن مؤشرات مختلفة كان العنوان الأخير من ضمن فعاليات الأسبوع الأسري التوعوي الذي أطلقته كلية التربية في جامعة دمشق الأسبوع الماضي بفعالية توعوية للأسرة واختتم مؤخرا.. حيث أشارت الدكتورة لينا علي الاختصاصية التربوية جامعة دمشق في محاضرتها، إلى أن كل سلوكيات الطفل الصحيحة والخاطئة يتم اكتسابها من البيئة المحيطة بالطفل سواء عن طريق الأسرة، أو المدرسة، أو الرفاق، أو التلفاز، أو وسائل التواصل الاجتماعي، مبينة أنه يتوجب على الأم أن تتوقف عن ترديد عبارات مثل ” لا أعرف من أين تعلم ابني الكذب، ولا أين تعلم ابني الفوضى والصراخ” لأنها إذا دققت الأم في محيط الطفل ستعرف تماما من أين اكتسب ابنها هذا السلوك الخاطئ أو ذلك.
موقف محدد..
وعن صفات المحيط الملائم أو المناسب لتعديل هذا السلوك أكدت على أن هناك شروطا معينة يجب توفرها في البيئة المحيطة بالطفل، لكي تتم عملية تعديل سلوكه الخاطئ بنجاح، ومن هذه الشروط الموقف الموحد تجاه السلوك الخاطئ للطفل في كل مرة يصدر عنه، كأن تعبث الفتاة الصغيرة بمساحيق التجميل لوالدتها وكانت الأم في حال من الرضا والارتياح وأظهرت السرور والبهجة بفعل ابنتها، وفي المرة الأخرى كانت الأم في مزاج سيىء وحين كررت الطفلة فعلها السابق ذاته وبختها الأم وضربتها ،هنا تكون الأم قد جعلت الطفلة في حالة من الخلل الإدراكي بمعني هي لا تدرك لماذا ضحكت وشجعت الأم على الموقف ذاته الذي وبختها وضربتها لأجله.
ومن الشروط الواجب توافرها بالبيئة المحيطة بالطفل أيضا أوضحت ضرورة أن يتخذ الوالدان الموقف ذاته تجاه سلوك الطفل الخاطئ، أي لا يجوز أن نرى أحدهما حازما تجاه السلوك الخاطئ والآخر غير مبال أو غير مكترث، لأن ذلك يكون لدى الصغير قناعة بأنه ولو كان على خطأ وتعرض للعقوبة من أحد الوالدين سيحتمي بالطرف الآخر.
تحديد السلوك الخاطئ
كما أكدت على أهمية تحديد السلوك الخاطئ الواجب تعديله عند الطفل، فإذا كذب الطفل لمرة واحدة، أو قصر في واجباته، أو بعثر الأشياء في الغرفة “لا يمكن اعتبار هذا السلوك بحاجة إلى تعديل، لأن من صفات السلوك الواجب تعديله أن يكون مضى عليه مدة زمنية محددة أي تكرر مرات عدة، وبالمقابل يجب ألا نتأخر في التدخل لتعديل السلوك الخاطئ، لأنه كلما كان التدخل أبكر كانت النتائج أفضل كما ذكر سابقا.
ذات قيمة..
وأشارت الاختصاصية التربوية إلى آليات تعديل السلوك عند الطفل والأكثر انتشارا في الأسرة والمدرسة وهما: الثواب والعقاب حيث يجب ان يكون هناك معرفة دقيقة لشروط تطبيقهما كي تكون النتائج جيدة وليست بالعكس، فبالنسبة لموضوع الثواب أو المكافأة يجب أن تتم من خلال اتفاق بين الطفل والأهل أي عندما تمتنع عن هذا السلوك الخاطئ ستأخذ المكافأة المحددة ، منوهة أن ذلك يتطلب تكرار الثواب عددا من المرات، لأن تعديل السلوك يحتاج لمدة زمنية معينة قد تطول أو تقصر ،مضيفة أن المكافأة المقدمة للطفل، يجب أن تكون ذات قيمة وأهمية ومعنى بالنسبة له.. على سبيل المثال (أن الطفل لديه مجموعة كبيرة من ألعاب السيارات من أصغر حجم حتى أكبره، وهنا يجب أن نسأل بأي مقدار سيكون حماس الطفل لتغيير سلوكه اذا وعدناه بسيارة مكافأة له؟) بالتأكيد سيكون حماسه ضعيفا، لذلك يجب على الأهل أن يحددوا النقاط التي يحبها الطفل وتلك التي ينفر منها كي يتم استخدامها في عملية ضبط السلوك.
*الابتعاد عن أسلوب الضرب
و فيما يتعلق بالعقاب قالت الدكتورة علي يجب الابتعاد عن اتباع أسلوب الضرب مع الطفل، لأنه يولد عند الطفل إضافة للأذية الجسدية كثيرا من المشكلات النفسية والانفعالية والاجتماعية، مضيفة أنه يمكن إنزال العقاب بالطفل من خلال نوعين من العقاب النوع الأول: هو العقاب الإيجابي ويتم من خلال إضافة شيء منفر ومكروه من قبل الطفل بعد قيامه بالسلوك الخاطئ في حال قام برمي الأوساخ بالغرفة يبقى في الغرفة دون مغادرتها مطلقا حتى يقوم بتنظيفها “.
وأما النوع الآخر من العقاب وفق ما ذكرته هو العقاب السلبي: والذي هو عبارة عن إزاحة شيء محبب من أمام الطفل بعد قيامه بالسلوك الخاطئ كأن نقول له: (إن لم تكتب وظيفتك، لن تخرج في نزهة اليوم ،لن تأخذ مصروفك، لن أسمح لك باللعب مع رفاقك) مؤكدة أنه يجب أن تكون الأم صارمة بدون تهاون في تنفيذ ذلك حتى تنجح في تعديل السلوك الخاطئ للطفل.