الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
في نهايات القرن الماضي كانت فورة أو موجة العولمة قد أخذت مداها ووصلت إلى مرحلة ظن الكثيرون أنها قدر لا مفر منه لاسيما مع تفكك وانهيار الاتحاد السوفييتي وبدت ملامح الممانعة عند بعض الشعوب ضعيفة ،ولم يكن يدور في خلد البعض أن هذا ليس انكفاء إنما هي مراجعات ومحطات لابدّ منها .
صحيح أن البعض قد استغل مثل هذه المحطّات وقفز إلى داخل الفعل وبدأ بالتخريب فظهرت النزعات الاثنية والعرقية وحتى العائلية وما أجمل لو بقيت النزعات الوطنية لقد عملت آلة الفتك على تفكيك المفكك إلى ذرات وبدا أن الفكر الوطني والقومي تهمة يجب غسل اليدين منها ..
لكن آليات الدفاع وإصالة الشعوب والأمم أعادت الوهج إلى الفكر الوطني والقومي غير المتعصب ..
ونحن في الوطن العربي مازلنا نناقش بعض القضايا التي لم تعد موجودة غادرنا فكرنا القومي الإنساني غير المتعصب ووصلنا إلى جدار الصد واقتنعنا أن الفكر القومي المتجدد من غير نزعات عنصرية الفكر العروبي بمعناه الإنساني والحضاري هو الخلاص ..
الفكر الذي ينطلق من خلاصات وقراءات واقعية لما نحن ويجدد رؤاه وأدواته ويرسم استراتيجيات طويلة الأمد ليست طوباوية ..وهذه مسؤولية مفكري الأمة وكتابها ومبدعيها ولكن السؤال : سيجدو ن السبيل إلى ذلك ..وكيف يفعلون ومتى ..؟
هل تعود مراكز الدراسات والبحث إلى دورها ولو النظري؟.
هل تعمل المؤسسات الفكرية الوطنية في كلّ دولة عربية وفق خطط تتكامل وتتلاقى مع شقيقاتها؟!
هل يحدث ذلك في ظلّ مشهد سياسي وإعلامي يفرق ولا يوحد وفي ظلّ مؤسسة عربية يفترض أنها جامعة عربية لكنّها أصبحت مطية للمال واتخاذ القرارات التي تزيد الشرخ العربي؟
نحتاج بوتقة حقيقية للفكر القومي الأصيل المتجدد والقادر على تمثل إرادة الشعب العربي بالسيادة والحرية والكرامة وإعادة دور الزاهي للأمة.
العدد 1140 – 11-4-2023