يُحكى أنه في زمن رئيس الوزراء الهندي نهرو سأله وزير التخطيط حينها: “ما توجهاتكم للخطة الخمسية للبلاد”؟.
فأجاب رئيس الوزراء الهندي: انظر إلى وجه أفقر هندي وضع خطة يستفيد منها هذا الفقير.
في تجربتنا السورية وخلال فترة الحرب توقفت الخطة الخمسية نتيجة الظروف آنذاك، ولم تفكر هيئة التخطيط والتعاون الدولي بإيجاد بديل لها رغم أهمية دورها في رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهذا لا يعني أن الخطط الخمسية قبل الحرب كانت تُحاكي الواقع كما هو مأمول منها.
قد يقول أحدهم: إن الهيئة رسمت العديد من الخطط غير المعلنة خلال الحرب بالتعاون والتنسيق مع كل أجهزة الدولة، وكان لها دور في الكثير من القرارات الاقتصادية التي صدرت لكنها بقيت بعيدة عن الإعلام.
اليوم ومع بدء الانفتاح الاقتصادي هل سيكون لهيئة التخطيط والتعاون الدولي دور مختلف في رسم العلاقات الدولية والعربية لحصد الثمار من خلال التبادل التجاري والاقتصادي.
نحن نفتقر إلى الاستشراف والرؤية التي تسبق الواقع عند تطبيق أي خطة، بمعنى أن تكون على مستوى عالٍ من التخطيط للمستقبل، فكل ساعة تستهلك في التخطيط توفر ثلاث أو أربع ساعات في التنفيذ.
بكل الأحوال نحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مقاربة ومحاكاة جديدة للخطط الحكومية كلها فالواقع الحالي يحتاج إلى “خضة قوية “بعيداً عن الأسلوب المتبع عند معالجة أي مشكلة اقتصادية “الإنعاش المؤقت” الذي لا يُسمن ولا يغني من جوع فهل نعيد ترتيب الأولويات التي يجب أن تبدأ من تحسين الوضع المعيشي للمواطن أولاً لكي يستطيع أن يُسهم في عملية دوران عجلة الإنتاج، فأي خطة مهما كانت مُحكمة إذا لم تُشرك بها الجميع لن تنجح وستبقى حبراً على ورق.